تعتبر أحزاب اليسار الشيوعية في أوكرانيا (وفي مقدمتها الحزب الشيوعي الأوكراني بزعامة المرشح الرئاسي بيوتر سيمونينكو، والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة نتاليا فيتيرينكو، والحزب الاشتراكي بزعامة رئيس البرلمان السابق أليكساندر موروز) تعتبر الأضعف محليا من حيث فرص الفوز بأي انتخابات تجرى في البلاد، وذلك بسبب انحسار مساحة قاعدتها الشعبية بشكل كبير، وضعف إقبال فئة الشباب على الانتماء لها.
فأعضاء هذه الأحزاب مجتمعين لا يضاهي نصف مليون شخص من أصل نحو 46 مليون نسمة هم إجمالي عدد سكان أوكرانيا (90 ألفا في الحزب الشيوعي – 150 في الحزب التقدمي الاشتراكي – 250 ألفا في الحزب الاشتراكي)، ومعظم المنتمون هم من كبار السن الذي ورثوا الفكر الشيوعي وحفظوه عن الحقبة السوفييتية السابقة، والذين تتراجع أعدادهم بشكل مستمر بسبب الوفاة.
وبالإضافة إلى ذلك يرى خبراء ومحللون أن الفكر الشيوعي الاشتراكي لهذه الأحزاب بات غير متقبل في المجتمع الأوكراني، خصوصا بعد الانفتاح الذي شهدته البلاد على نظام الديمقراطية والعالم بعد استقلال البلاد عن جسد الاتحاد السوفييتي السابق في العام 1991، الأمر الذي يعزز من ضعفها واستحالة فوز كبير لها بأي انتخابات.
وحدة للفوز
وفي ظل هذا الواقع تجد هذه الأحزاب في وحدتها سبيلا وحيدا لتعزيز موقفها وفوز مرشحها الوحيد زعيم الحزب الاشتراكي الأوكراني بيوتر سيمونينكو في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل.
وفي هذا الإطار قال زعيم الحزب الاشتراكي موروز في تصريح له لوسائل الإعلام يوم أمس إن أحزاب اليسار قادرة على الفوز وحصد أغلبية أصوات الناخبين.
وصرحت زعيمة الحزب التقدمي الاشتراكي فيتيرينكو (المعروفة بمعارضتها الشديدة لمساعي التقارب مع الغرب والناتو) للرائد بالقول إنها ستدعم ترشح سيمونينكو ، وذلك ليعود الاستقرار للبلاد، ويعود الدفئ للعلاقات مع "الشقيقة" روسيا.
وفي حديث مع الرائد قال أليكسي بيريبيليتسيا القيادي في الحزب الشيوعي: "فرص فوز أحزاب اليسار كبيرة في حال وحدتها، من الخطأ القول بأن أنصارنا ومؤيدينا قلة، فمعظم سكان بعض المدن الكبيرة كأوديسا وسيمفروبل تدعمنا".
خلافات
لكن المحللين يرون أن الخلافات وتبادل الاتهامات بين فيتيرينكو وموروز تعرقل وحدة أحزاب اليسار وتهددها بالفشل، خصوصا بعد أن طالبت قبل أيام فيتيرينكو بعزل موروز ومنعه من الدخول في أي اتحاد يجمع بين الأحزاب اليسارية الثلاث، وحول هذا قال المحلل السياسي نيكولاي سازونوف للرائد: "ثمة خلافات كبيرة بين زعيمي الحزبين اليساريين، من أهمها اتهام فيتيرينكو موروز بالولاء للغرب بسبب متابعة ترأسه للبرلمان عقب أحداث الثورة البرتقالية وعدم استقالته، وتصفه لذلك بأنه انقلابي برتقالي، بينما يصفها موروز بالجنون".
وأضاف: "آمال أحزاب اليسار ضعيفة جدا بالفوز وإن اتحدت، لأنها فكرها وأهدافها تدعو إلى نظام سئمه الأوكرانيون، وليس لديها شعبية كبيرة تقارن بشعبية باقي الأحزاب كحزب الأقاليم بزعامة يانوكوفيتش أقوى المرشحين لخلافة يوتشينكو وفق الاستطلاعات، ناهيك عن الخلافات التي تصعب وحدة هذه الأحزاب لخوض الانتخابات المقبلة".
مركز الرائد الإعلامي