مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

زيارة بايدين وتصريحات تشيرنوموردين وتهريب الصواريخ الروسية .. هل بدأت التدخلات الخارجية في انتخابات الرئاسة المقبلة؟

2009.07.27 / 524

تعتبر أوكرانيا محل اهتمام ومطامع عدة جهات ودول كبرى في العالم، وذلك لما تتميز به من موقع جغرافي إستراتيجي يربط بين روسيا وأوروبا الغربية ويطل على البحر الأسود، ومن ثروات طبيعية وقدرات عسكرية وصناعية بارزة.

وقد بدأت أطماع الدول (وفي مقدمتها روسيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا) تظهر بشكل علني منذ أحداث ثورة العام 2004 البرتقالية، التي أوصلت الموالين للغرب إلى سدة الحكم لأول مرة منذ استقلال البلاد في العام 1991، وذلك بدعم من قبل أوروبا وأمريكا لزعماء الثورة وقادتها، لتفتح بذلك صفحة جديدة من الصراع بين روسيا في الشرق وأوروبا وأمريكا في الغرب.

وفي هذا الإطار يرى خبراء ومحللون أن ملامح الاهتمام والتدخل الخارجي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها مطلع العام المقبل بدأت بالظهور مجددا، بهدف كسب أو إبقاء أوكرانيا كحليف في المنطقة.

ولعل من أبرز تلك الملامح – بحسب الخبراء والمحللين – كانت الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدين إلى كييف في الفترة ما بين 20 – 22 من الشهر الجاري، ولقائه خلالها مع أبرز المرشحين الرئاسيين لخلافة الرئيس يوتشينكو في الائتلاف الموالي للغرب والمعارضة الموالية لموسكو، وإعلانه دعم الولايات المتحدة لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي الناتو، وشكره لها على مساعدتها في حربي العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى تصريحات بالمقابل لسفير روسيا السابق لدى أوكرانيا فيكتور تشيرنوميردين عقبت زيارة بادين، دعا من خلالها الشعب الأوكراني إلى التصويت بحكمة لصالح رئيس البلاد المقبل، ثم كشف عمليات تهريب أسلحة وصواريخ روسية برا إلى مدينتي دونيتسك وسيفاستوبيل، الأمر الذي اعتبرته وزارة الخارجية دليلا على عدم احترام روسيا لسيادة أوكرانيا على أراضيها، ومؤشرا على نوايا لديها للتهديد بهدف التأثير على نتائج الانتخابات المقبلة.

قلق أمريكي

وبحسب المحللين فإن زيارة بايدين تنم عن قلق أمريكي إزاء مستقبل علاقاتها مع أوكرانيا في المنطقة، خصوصا مع تراجع شعبية حلفائها البرتقاليين وازدياد شعبية المعارضة، الأمر الذي يعزز فرص وصول الأخيرة إلى الحكم مجددا.

وحول هذا القلق قال المحلل السياسي نيكولاي سازونوف للرائد: "الإدارة الأمريكية الجديدة تعي أن موقف حلفائها البرتقاليين سيكون صعبا في الانتخابات المقبلة، على عكس ما كان عليه في انتخابات 2004، وهذا ما يترتب عليه خسائر إستراتيجية كبيرة في المنطقة لأمريكا وكل دول حلف الناتو التي تسعى لكسب أوكرانيا إلى صفها، بايدين التقى مع جميع المرشحين، لكن أبرز لقاء باعتقادي كان لقائه مع فيكتور يانوكوفيتش زعيم المعارض وحزب الأقاليم وأقوى المرشحين لخلافة الرئيس يوتشينكو، الذي قال في بدايته ليانوكوفيتش: هل أجلس الآن مع رئيس أوكرانيا المقبل؟، فرد عليه: ربما، لعل الله يستجيب لكلماتك، وعندها قال بايدين: غالبا لا يستجيب الله لكلماتي. وهذا باعتقادي مؤشر على قلق أمريكا ودليل على أنها ستحاول جاهدة منع وصول المعارضة إلى الحكم، لكي يصل حلفائها إليه مجددا، وهذا ما ستكشف تفاصيله في الأيام والأسابيع المقبلة.

ضغط روسي

وبالمقابل يرى الخبراء والمحللون أن نهج روسيا مع أوكرانيا بدأ في الأيام القليلة الماضية يأخذ منحى تصاعديا تصعيديا بشكل يرتبط ارتباطا وثيقا بأهمية فوز الموالين لها في الانتخابات المقبلة، ومن هذا النهج بحسب سازونوف دعوة تشيرنوميردين (السفير الروسي الذي تقاعد منذ أسابيع وكان محل جدل كبير في أوكرانيا بسبب تصريحاته المتكررة المنتقدة لسياسات حكومة أوكرانيا الخارجية المنحازة للغرب، ولمساعيها نحو عضوية الناتو) دعوته الشعب الأوكراني إلى التصويت بحكمة لصالح رئيس البلاد المقبل، لأن ذلك – برأيه – هام جدا للعلاقات بين البلدين، وكذلك كشف عمليتين لتهريب الأسلحة الخفيفة والصواريخ برا إلى مدينة دونيتسك شرق البلاد ومدينة سيفاستوبيل في إقليم القرم جنوبها، وهي خطوة وصفها سازونوف للرائد بأنها استعراض للعضلات وبعض جوانب قدرة روسيا وحتى نواياها التصعيدية المحتملة في حال وصل حلفاء للغرب إلى الحكم مجددا في أوكرانيا، واستمر دفعها إلى عضوية حلف الناتو، الأمر الذي تعارضه بشدة وتعتبره تهديدا مباشرا لها، وكذلك لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالح حلفائها في المعارضة حتى تستقر العلاقات بين الجانبين من جديد.

انتخابات ساخنة

ورأى سازونوف أن أجواء ساخنة غير مسبوقة ستتطغى على الانتخابات الرئاسية المقبلة، متوقعا أن تستخدم أطراف الصراع الخارجي على أوكرانيا جميع ما لديها من أوراق ضغط سياسي واقتصادي واجتماعي وحتى عسكري لكسب نتائج الانتخابات المقبلة لصالحها.

مركز الرائد الإعلامي

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: