البرلمان مغلق منذ نحو ستة أيام وتوقعات بأن يقدم الرئيس فيكتور يوتشينكو على حله مجددا

لا يزال نواب حزب الأقاليم المعارض يغلقون منصة البرلمان الرئيسية مانعين عقد جلساته منذ ستة أيام متتالية، وذلك – بحسب الحزب – احتجاجا منهم على سياسيات حكومة يوليا تيموشينكو المتعلقة بسوء إدارة الأزمة المالية التي أوقعت البلاد في مصيدة ديون خارجية ضخمة، وتفردها بالسلطة وإهمالها وجود ورأي الجانب الآخر في السياسات والمواقف بشكل عام، بالإضافة إلى رفضهم التصويت على تعديلات جديدة أجرتها على الميزانية الحكومية في إطار مواجهة الأزمة، ومطالبتهم بطرد عدد من الوزراء والنواب التي تسيء تصرفاتهم الشخصية إلى أوكرانيا وشعبها.

إضعاف الشعبية

نواب حزب "بيووت" الذي تتزعمه تيموشينكو اتهموا نواب حزب الأقاليم بمحاولة إضعاف موقف وشعبية الحكومة والائتلاف البرلماني الحاكم، لكن نوابا عن حزب الأقاليم قالوا إن إدارة حكومة تيموشينكو وحزب بيووت عمليا هما من يعرقل ويوقف عمل البرلمان، وأن احتجاج نواب الحزب يأتي في إطار الواجب لمنع إقحام البلاد في مصائب سياسية واقتصادية أخرى، ولا علاقة له بقرب الانتخابات وإضعاف الشعبيات، لأن شعبية الحزب غنية عن ذلك، وهي في تزايد مستمر - على حد قولهم.

حل البرلمان

وفي ظل هذا الإغلاق بدأت تتعالى في الأجواء السياسية الأوكرانية أصوات تدعو وتلمح إلى قرب حل جديد من قبل الرئيس يوتشينكو للبرلمان والحكومة.

فقد اتهم أيضا نواب بيووت نواب الأقاليم بالسعي من خلال إغلاق البرلمان إلى تهيئة ذرائع للرئيس تدفعه إلى حل البرلمان والدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة جديدة تسبق الرئاسية، وتوقع فلاديمير ليتفين رئيس البرلمان في مؤتمر صحفي أن يحل يوتشينكو البرلمان في السادس والعشرين من الشهر الجاري مع اختتام سلسلة الجلسات في الفصل الحالي، ولمحت نائبة الرئيس مارينا ستافنيتشوك إلى أنه لدى الرئيس أسباب كافية تدفعه إلى اتخاذ إجراء الحل.

ضربة قوية

سازونوف نيكولاي الباحث والمحلل وعميد كلية العلوم السياسية في الجامعة الوطنية قال في حديث مع الرائد: "إن حل الرئيس البرلمان فسيكون ذلك بمثابة ضربة قوية لتيموشينكو والائتلاف الحاكم، خصوصا مع تنامي شعبية أحزاب وقوى المعارضة وتراجع شعبيتها، لكنني أرى أن ذلك سيكون خطأ كبيرا في هذا الوقت بالذات، أي بالتزامن مع العطلة الصيفية وبدأ الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في 17/01/2010م، فمن شأن حل البرلمان أن يقلب الموازين السياسية رأسا على عقب، ويحدث حالة من الفوضى ستزيد من سخونة الأجواء التنافسية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية التي تتميز أجوائها بالسخونة وكثرة تبادل الاتهامات رغم أنه لم تعلن بدايات حملاتها رسميا بعد، وهذا ما يقد يؤدي إلى تصادمات ومواجهات بين أنصار المرشحين شهدناها في انتخابات 2004 الماضية".

وأشار سازونوف مرجحا إلى أن حل البرلمان قد يكون خطوة استفزازية انتقامية من تيموشينكو، يقدم عليها يوتشينكو الذي تشهد العلاقات بينه وبينها طلاقا سياسيا وتوترا متصاعدا، وتشهد شعبيته تدهورا ملحوظا بالمقارنة معه شعبيتها.

مركز الرائد الإعلامي