لم تتوقف فعاليات التضامن في أنحاء العالم مع غزة رغم إعلان حركة حماس وإسرائيل وقف إطلاق النار بعد نحو 22 يوما من الحرب، وكان اللافت في هذه الفعاليات تضمنها حملات عالمية للتوعية بتاريخ القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة منذ عام 1948.
ولم يقتصر النشاط العالمي للتوعية بقضية الشعب الفلسطيني أثناء وبعد الحرب، على الدول العربية التي تشهد نشاطا موسعا في هذا الاتجاه، ومنها مصر والمغرب وموريتانيا والأردن ولبنان، ولكنه شمل أيضا دولا إسلامية وغربية مثل تركيا وفنزويلا وأوكرانيا واليابان.
ففي تركيا تشهد مدينة إستانبول حملة للتوعية بتاريخ قضية فلسطين وما تعرض له شعبها من مجازر وإبادة، ضمن 3 حملات للتضامن المفتوح مع غزة، هي التبرعات والمقاطعة والتوعية.
ويغذي حملة التوعية بتاريخ القضية زخم إعلامي كبير؛ حيث تشارك فيها صحف يومية مثل "زمان" و"ميلي جازيت" ومحطات تلفزيون "هلال تي في" و"نت تي في" والقناة الخامسة وإس تي في" و"أولكه تي في" وشبكات أخبار "تي جي آر تي" و"إن تي في" و"إس خبر"، بحسب ما أورده موقع أخبار العالم التركي اليوم الخميس.
وفيما يخص حملة التبرع، فإنه إضافة إلى التبرعات المالية والعينية (مفروشات وملابس وأطعمة وأدوية وغيرها) التي يقدمها الأتراك لجمعيات الإغاثة بدعم من الحكومة، فقد انطلقت حملتان لكفالة أطفال غزة الذين يتمتهم الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وبحسب منظمة "حقوق الإنسان والحريات" الإغاثية التركية فقد أعلنت أسر التكفل بـ1200 طفل لمدة 6 أشهر، والعدد مرشح للزيادة في الأيام القادمة.
وفي حملة شبيهة أعلنت عائلات تركية أيضا التآخي مع عائلات غزاوية، تتضمن كفالتها ماليا لمدة عام، إضافة إلى التضامن المعنوي معها بالتواصل معها عبر الهاتف والرسائل، وذلك في إطار حملة تنظمها منظمة "يد المساعدة" الإغاثية ومقرها تركيا.
وكان للدعوة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية نصيب كبير من حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني؛ حيث امتلأت شوارع إستانبول بلافتات تدعو إلى مقاطعة البضائع الأمريكية أيضا.
أوكرانيا
وفي مسعى لبيان الدوافع الحقيقية للحرب على غزة، نظم اتحاد المنظمات الاجتماعية (الرائد) - وهو أكبر مؤسسة تعني بشئون العرب والمسلمين في أوكرانيا - ندوات في عدة مدن تحكي تاريخ القضية الفلسطينية، وأسباب حمل الشعب الفلسطيني السلاح للدفاع عن نفسه، وتضمنت الندوات أيضا حملة مساعدات مادية للقطاع.
وأوضح الشيخ عماد أبو الرُب، إمام وخطيب المركز الإسلامي في العاصمة كييف التابع لـ (الرائد) خلال اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين" أن الاتحاد يقيم سنويا 4 دورات ثقافية إسلامية في شئون مختلفة، وأنه قرر تخصيص دورات هذا العام للتعريف بقضية فلسطين.
وأوضح عماد أبو الرُب والذي يشرف على هذه الدورات، يشترك في كل دورة نحو 5 مراكز إسلامية من 5 مدن مختلفة بأوكراينا".
مقدونيا
وفي مقدونيا صرح رفعت شريفي، رئيس مؤسسة التجمع الإسلامي للشباب - كبرى المؤسسات الإسلامية بالدولة - لـ"إسلام أون لاين" أن 5 مؤسسات خيرية و6 مؤسسات ثقافية اتفقت على إطلاق أسبوع للتضامن مع غزة والتوعية بالقضية ينتهي بحفل خيري لجمع التبرعات.
وأضاف عبر الهاتف أنه "تم خلال هذا الأسبوع عقد 5 ندوات ثقافية في 5 مدن بمقدونيا للتعريف بقضية فلسطين، وبما يحدث فيها من مجازر، بالإضافة إلى ندوتين في جامعات العاصمة أسكوبيا حضرها عدد كبير من أساتذة وطلاب الجامعة من المسلمين وغير المسلمين من المقدونيين الأرثوذكس الذين عبروا عن دعمهم لغزة".
وعن النشاط الإعلامي، أشار شريفي إلى أن المؤسسة أصدرت خلال يناير الحالي عددا خاصا من مجلة (ذكرى) الشهرية -التي تصدر باللغة الألبانية عن مؤسسة الفرقان- عن فلسطين، وأنه من المقرر أن يتضمن كل عدد في المستقبل زاوية خاصة عن القضية، وتم تخصيص زوايا خاصة عن حقيقة ما يجري في الأرض المحتلة على الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
الدنمارك
جمعية المرأة الناشطة بالدنمارك قررت تخصيص نشاط دائم خلال العام الحالي 2009 لتعريف الفتيات من أبناء الجالية العربية والأقلية الإسلامية بقضية وتاريخ فلسطين.
وفي تصريح خاص لـ"شبكة إسلام أون لاين" قالت فايزة معلا، إحدى المشرفات على برنامج التعريف بقضية فلسطين: "هذا البرنامج يستهدف الفتيات ابتداء من سن الثامنة فما فوق، وخصصنا لكل فئة عمرية برنامجا يتناسب مع أعمارهن".
فنزويلا
وفي فنزويلا استمرت أيضا فعاليات التضامن مع أهالي غزة في صور متعددة منها التبرع بالدم، والتبرعات المالية والعينية الشعبية، وإرسال الحكومة للمساعدات الغذائية والطبية، وذلك جنبا إلى جنب مع إطلاق ناشطين لبرامج توعية بتاريخ القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال، تم تنظيم بعضها للمارة في الشوارع.
وفيما يخص المقاطعة الرسمية لإسرائيل، فقد أعلن وزير الخارجية الفنزويلي، نيكولاس مادورو، اليوم الخميس أن بلاده ليس واردا عندها إعادة النظر في قرارها قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال.
وجاء تصريح الوزير ردا على قيام إسرائيل بطرد البعثة الدبلوماسية الفنزويلية من تل أبيب، إضافة إلى القائم بالأعمال الفنزويلي المعتمد لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، وذلك ردا على طرد فنزويلا السفير الإسرائيلي من كراكاس قبل أسبوعين؛ احتجاجا على العدوان على غزة.
وعلَّق مادورو، على الإجراء الإسرائيلي الأخير بقوله إن بلاده "يشرفها وتشعر بالفخر" أن تطرد إسرائيل دبلوماسييها.
اليابان
وكما كان التعاطف الياباني واضحا مع قطاع غزة خلال الحرب من خلال المظاهرات، فقد ظهر أيضا في استمرار حملات التبرع والتوعية، ومن أشهر الفعاليات التي شهدها التضامن الياباني مع غزة قيام مجموعة من النشطاء بتحويل معبد بوسط طوكيو إلى مسرح عرضوا عليه فيلما يحكي معاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 لتعبئة الرأي العام ضد الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.
الخبر كما ورد على موقع إسلام أون لاين (هنا)
مركز الرائد الإعلامي