يوشك حلم المسلمين وأبناء الجالية الإسلامية في العاصمة كييف أن يصبح حقيقة، بعد أن أعلن اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" –أكبر مؤسسة تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين في أوكرانيا- عن فتح باب تسجيل الأبناء في مدرسة نظامية يومية خاصة بالمسلمين.
الإعلان الذي تم عقب صلاة الجمعة الماضية أسعد مئات المصلين، لأنه بشّر بقرب وجود محضن تعليمي تربوي يحفظ للأبناء دينهم وهويتهم ويعزز الانتماء إليها وحبها في نفوسهم، بحسب بعضهم.
ويأتي الإعلان بعد سنين ظلت خلالها قضية الهوية هاجسا يؤرق مسلمي العاصمة الذين تقدر أعدادهم بنحو 70 ألفا بين أوكرانيين ووافدين، وكانوا يجدون في دروس أيام العطل بالمركز الثقافي الإسلامي متنفسا، وفي بعض المدارس العربية مخرجا، رغم أن مناهجها تتبع بلدانها.
كما دفع هذا الهاجس عشرات الأسر إلى ترك العمل والعيش في أوكرانيا، والهجرة لتعليم الأبناء في مدارس عربية أو إسلامية.
أوكرانية إسلامية
عن خصائص المدرسة الجديدة تحدثت عضو لجنة التأسيس والإعداد للمدرسة فيرا فرينداك قائلة إنها مدرسة رسمية مسجلة لدى الوزارات المعنية، فهي مدرسة نظامية يومية، أوكرانية المنهاج وإسلامية الطابع، إذ ستضاف على مناهجها اللغة العربية ومواد إسلامية من الصف الأول وحتى الحادي عشر.
وأشارت فرينداك إلى أن مقر المدرسة سيكون ضمن طابق كامل بمبنى المركز الثقافي الإسلامي، بني خصيصا لهذا الغرض وشارفت أعمال بنائه وتجهيزه على الانتهاء وذلك وفق المعايير المطلوبة لتدريس الطلاب.
وعن قدرات المدرسة الاستيعابية، قالت إنها تتراوح بين 200 و250 طالبا وطالبة، مع إمكانية العمل ضمن فترات دوام صباحية وأخرى مسائية عند الحاجة.
وتابعت أن المدرسة ستفتح أبوابها مع بداية دورة العام 2014 الدراسية، أو مع الفصل الدراسي الثاني لدورة العام الجاري إذا اقتضى الأمر.
ولفتت فرينداك إلى أن نظام التعليم في المدرسة ليس مجانيا، ولكنه لا يهدف إلى تحقيق أرباح، بل إلى توفير معلمين أكفاء، وتغطية نفقاتها دون تشكيل عبء على إدارتها وإدارة المركز، موضحة أن الدولة تعتبر هذا النوع من المدارس خاصة، وبالتالي لا تدعم الرواتب والنفقات فيها.
آراء ومشاعر
وقد استطلعت الجزيرة نت آراء بعض مسلمي العاصمة بشأن هذا الحدث، لتتعرف على بعض آرائهم ومشاعرهم إزاءه، خاصة بعد توسعة المركز وإضافة عدة مرافق خدمية إليه.
يقول سهيل، وهو من أصول باكستانية وأب لخمسة أطفال، إنه سعيد جدا لأن تربية الأبناء وتحصينهم من فتن وتعليقات الوسط المحيط مشكلة واجهته وتواجه الكثير من المسلمين بحكم أنهم أقلية.
ويقول فيتاليك، وهو أوكراني مسلم وأب لطفل وحيد، كنت خائفا من تأثر ابني في مدرسة الحي، حيث يحتفل بعدة مناسبات وأعياد دينية وغيرها وأشعر اليوم بسعادة وبأن همّا أزيل عني لأن ابني سيدرس في مكان يضم مسجدا وقاعات حديثة وصحية للتعلم والرياضة.
ورأى موسى، وهو أب لطفلة وحيدة، أن المدرسة تقف أمام تحد كبير مرتبط بكفاءة المعلمين وبرنامج الدراسة، خاصة في ظل صعوبات محتملة قد تواجه عملية إيصال الأبناء صباح كل يوم إلى المدرسة من أماكن السكن البعيدة.
المادة كما وردت على موقع الجزيرة نت (هنا)