تتوجس أحزاب وقوى المعارضة خيفة من البرنامج المعلن لكل من رئيس البلاد الجديد فيكتور يانوكوفيتش ورئيس الحكومة نيكولاي آزاروف لمكافحة الفساد والإصلاح، حيث يجمع معظمهم أنه سيكون موجها بالدرجة الأولى لتصفية الحسابات معهم مقابل سنوات حكمها الخمسة السابقة للبلاد.
ويرى حزب "بيووت"، وهو أكبر أحزاب المعارضة بزعامة رئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو أن البرنامج يهدف إلى ممارسة الاضطهاد والقمع ضد الحزب، بحيث يلهيه عن ممارسة النشاط السياسي كحزب معارض يقف في وجه مخططات قادة البلاد الجدد، الذين يصفهم بأعداء أوكرانيا وشعبها، لما يراه فيهم من ولاء مطلق لروسيا، وسعي حثيث لتنفيذ ما تريده محليا وإقليميا وحتى دوليا.
وفي هذا السياق اتهمت تيموشينكو اليوم سلطات إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد وحزب الأقاليم الذي تزعمه يانوكوفيتش قبل الفوز بالرئاسة بتضييق الخناق على ممثلي حزبها في الإقليم، من خلال مراقبتهم ومنعهم عقد اجتماعات.
قوة خاصة
وقد علق النائب عن الحزب سيرغي ميشينكو على عزم الرئيس يانوكوفيتش استحداث هيئة خاصة بمكافحة الفساد، وهي أبرز ما يتضمنه برنامج يانوكوفيتش في هذا الشأن، علق بالقول: "لو كان الرئيس راغبا حقا بمكافحة الفساد لما عزم على استحداث هيئة جديدة لذلك، خصوصا وأن عدة هيئات مماثلة موجودة بالفعل ضمن هيكلية وزارة الداخلية، لكنها بحاجة إلى تفعيل من خلال إجراء جملة من التعديلات القانونية، لكنه يريد استحداث "قوة أمنية خاصة"، تلفق التهم وتخلق ذرائع وتضغط علينا كمعارضة، بهدف إسكات أصواتنا وتصفية حساباته الخاصة معنا مقابل السنوات الماضية".
وأضاف ميشينكو: "نحن ندعو الرئيس لأن يكون قدوة حسنة، فيبدأ بنفسه في إطار مكافحة الفساد من خلال إعادة المساحات الواسعة من الأراضي إلى ملكية الدولة بعد أن استولى عليها سابقا بطرق وأساليب ملتوية غير مشروعة، هذا معروف لنا ولمعظم المواطنين".
نفي وتأكيد
لكن ومن وجهة أخرى نفى القيادي في حزب الأقاليم أندريه دوروشينكو أن يكون هدف برنامج مكافحة الفساد والهيئة الخاصة به هو تصفية الحسابات وممارسة الاضطهاد والقمع، فقال لمركز الرائد الإعلامي: "إن الفساد الإداري والمالي الذي استشرى في السنوات الخمس الماضية يضع البلاد في موقف اقتصادي صعب محليا وعالميا، وشعار الاستقرار والإصلاح الذي ترفعه الرئاسة ورئاسة الوزراء والائتلاف البرلماني الحاكم يقضي بالضرورة كشف الكثير من الحقائق حول فساد من استغل السلطة لصالحه".
وأضاف: "أوكرانيا منفتحة على العالم، والرئيس يانوكوفيتش تعهد بالحفاظ على الحريات وتطبيق القانون على الجميع، والادعاء بالسعي لممارسة القمع والاضطهاد وتصفية حسابات باطل ولا يستند إلى أي حاجة أو منطق، لكنه الخوف الحقيقي من أن يفضح برنامج مكافحة الفساد ما قامت به شخصيات بارزة من فظائع بحق أوكرانيا وشعبها، وعلى رأسها تيموشينكو".
مركز الرائد الإعلامي
التعليقات:
جائك الموت يا تارك الصلاة !!!!!