تثير تصريحات ومواقف فيكتور يانوكوفيتش غضب خصومه البرتقاليين في أيامه الأولى كرئيس جديد لأوكرانيا يوصف بأنه موال لروسيا، وذلك لقلبه الطاولة عليهم من خلال إلغائه وعزم إلغاء العديد من القرارات التي كان خلفه فيكتور يوتشينكو ورئيسة الوزراء المقالة يوليا تيموشينكو قد اتخذاها خلال فترة حكمهما التي دامت خمس سنين.
الأسطول الروسي
فقد أعلن يانوكوفيتش وقف مساعي إبعاد الأسطول البحري العسكري الروسي خارج المياه الإقليمية الأوكرانية في البحر الأسود، بل ولمح إلى إمكانية أن تمدد فترة بقاء الأسطول إلى ما بعد 2017 كما ينص الاتفاق الموقع بين الجانبين في 1997.
وقال يانوكوفيتش عقب زيارته إلى موسكو قبل يومين إن أوكرانيا تتفهم أهمية وجود الأسطول بالنسبة لروسيا في البحر الأسود، لذلك فإن ملف إبعاده سيطوى الآن، وستشكل لجنة مشتركة بين البلدين للاتفاق على بقائه حجما وزمنا.
بانديرا والمجاعة
وقد حذفت من على الموقع الرسمي للرئيس على شبكة الإنترنت الصفحات التي تشير بالنصوص والأرقام والصور إلى ملف المجاعة التي فرضها النظام السوفييتي السابق على أوكرانيا في الفترة ما بين 1932 – 1933 لإجبار سكانها على الولاء، وهو ملف فتحه البرتقاليون عقب فوز يوتشينكو بالرئاسة في 2004، واعتبرته موسكو موجها ضدها.
وجدد يانوكوفيش يوم الأمس عزمه خلال الأيام القليلة القادمة إلغاء قرار الرئيس السابق يوتشينكو القاضي بمنح صفة "بطل قومي" لزعيم جيش التحرر الثوري ستيبان بانديرا، الذي قاتل ضد الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية وبدعم من قبل ألمانيا بهدف تحرير البلاد وخاصة أجزائها الغربية من "هيمنة الاتحاد عليها"، وهو قرار أثار غضب روسيا وشريحة واسعة من الشعب الأوكراني المتعاطف معها شرق البلاد.
لكن حذف صفحات المجاعة من موقع الرئيس وعزم يانوكوفيتش إلغاء القرار المتعلق ببناديرا أثار غضب الرئيس السابق يوتشينكو، الذي أدان بشدة هذا العزم، وأكد أن بانديرا قدوة لكل أوكراني حر يرفض التبعية (التبعية لموسكو)، قائلا إنه لو لم يكن بانديرا لما كان يانوكوفيتش رئيسا لدولة اسمها أوكرانيا، وإن تحسين العلاقات بين البلدين يجب أن يبنى على الاحترام المتبادل، لا على تقديم تنازلات "مجحفة" بحق أوكرانيا إرضاء لروسيا.
اللغة الروسية
كما جدد يانوكوفيتش أيضا عزمه إعادة صفة الرسمية إلى اللغة الروسية بجانب الأوكرانية بعد أن ألغى البرتقاليون هذه الصفة، وذلك بعد تشكيل ائتلاف برلماني حاكم جديد في الأيام المقبلة للمصادقة.
لكن عدة أحزاب وقوى قومية وموالية للغرب طالبته بعدم إعادة الروسية، وبدأت حملة واسعة لجمع توقيعات المواطنين الرافضين لهذه الإعادة، وخاصة في مناطق ومدن الغرب التي تعتبر الأكثر استخداما للأوكرانية في البلاد والأقل استخداما للروسية.
في حديث مع مركز الرائد الإعلامي قال المحلل السياسي نيكولاي سازونوف إن ما يحدث الآن على الساحة السياسية في أوكرانيا صراع بين فكرين متناقضين، أولهما فكر قيادة البلاد الجديدة التي ترى أن دفء العلاقات مع روسيا أولوية، وثانيهما رأى أن البعد عنها تعزيز للاستقلال والسيادة.
وقال: "لا تزال أمام يانوكوفيتش عدة إجراءات لتحسين العلاقات مع روسيا، كإيقاف مساعي العضوية في حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تعارضها موسكو بشدة، والسماح للقنوات الفضائية الروسية بالبث داخل أوكرانيا، لكن عدة عوامل فرضتها السنوات الماضية ستعيق إعادة العلاقات الروسية الأوكرانية إلى ما كانت عليه قبل 2004، كبروز الدور الغربي والحس القومي الوطني داخل أوكرانيا، وارتفاع أسعار النفط والغاز عالميا، لكن هذا لن يمنع أن تتحسن هذه العلاقات تدريجيا، لأن روسيا معنية بتلك العلاقات كسبا للجارة المهمة أوكرانيا، التي خسرتها قبل خمسة سنوات".
وأضاف: "من الواضح أن القوى الديمقراطية الموالية للغرب لم تصح بعد من صدمة خسارتها سباق الرئاسة، لكن صمتها الراهن على عزائم وقرارات يانوكوفيتش لن يدوم طويلا، أتوقع أن تتوحد رغم خلافاتها للوقوف ضده وضد الحكومة المقبلة، وعندها ستبرز على الساحة جميع القوى الموجودة لأداء أدوراها، في حين أن يانوكوفيتش وحزب الأقاليم الذي كان يتزعمه يتفرد حاليا بأداء الأدوار".
مركز الرائد الإعلامي
التعليقات:
طبعاُ لا شك أن دوام الحال من المحال ، أن الكل مستبشر خيرا من هبوب رياح التغير ، وإنقلاب المعادلة السياسية في أوكرانيا ، وياريت هذا التغير يعود بالنفع على أهل أوكرانيا ملسميهم ومسيحيهم ، ولكن السؤال الصعب والتحدي الأكبر ، هل يستمر يناوكفتش بالإصلاحات الديمقراطية في الأنظمة والقوانيني التي حاول يوتشينكو تحقيقها، أو قطع مشوار طويل في تحقيقها إن صح القول.هل يقوم يناوكوفتش بتغير سياسات أوكرانيا الخارجية ودعم القضية الفلسطينية دعماعادلاً بأن يدعو السيد خالد مشعل لزيارة أوكرانيا .هل ستشفع صلة القرابة بين الأوكران والفلسطينيين الغزاويين ( 2000 زوجة أوكرانية تسكن غزة).هل سقوم السيد الرئيس يانكوفتش بقطع رؤوس الفساد والتخريب ( صناع الموت في أوكرانيا والعالم أجمع ( تجار الأطفال) كما فعل قدوته بوتين .أسئلة صعبة ومحيرة سوف يكون الجواب عنها عما قريب إنشاء.