أعلن كل من اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" في أوكرانيا، أعلنا عن حملة لافتة وغير مسبوقة، لجمع الملابس الجديدة والمستعملة والكتب والأدوات الشخصية الضرورية، بهدف إغاثة المهاجرين غير الشرعيين في عدد من الأقاليم والمدن، إضافة إلى المحتجزين منهم في "مراكز الاحتجاز المؤقت" على حدود أوكرانيا الشمالية والغربية.
وقد أطلقت الحملة - التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري - بالتنسيق مع فرع منظمة الهجرة العالمية في أوكرانيا العضو في جمعية الأمم المتحدة.
وقال د. باسل مرعي رئيس الاتحاد إنها تأتي في إطار تحمل مسلمي أوكرانيا لمسؤولياتهم كمواطنين في المجتمع، إضافة إلى مسؤولياتهم أمام وجود عرب ومسلمين من عدة دول ضمن المهاجرين، وفي مراكز الاحتجاز المؤقت.
وكشف مرعي أن الأعوام الماضي شهدت "تورط" الكثير من العرب والمسلمين بالهجرة غير الشرعية من وعبر أوكرانيا، لتقطع بهم السبل، وليصبحوا مشردين أو محتجزين في أوكرانيا.
وأوضح أنه تم التغرير بكثير من الأشخاص والأسر للسفر إلى أوكرانيا، حيث وعدهم وسطاء محتالون بحياة كريمة، أو بطريق عبور سهل وآمن إلى أوروبا، مشيرا إلى أن معظمهم من باكستان وأفغانستان والعراق والصومال وفلسطين، وتم ترحيل الكثيرين منهم بتشجيعهم ومساعدتهم على ذلك.
برنامج إغاثة
وتأتي هذه الحملة أيضا في إطار برنامج إغاثي يتبناه فرع منظمة الهجرة العالمية في أوكرانيا، يستهدف المهاجرين غير الشرعيين بمختلف أنواع الدعم والمساعدات.
وعن البرنامج وغيره من البرامج قالت فارفارا جلوكيتينكو مسؤولة قسم المعلومات في الفرع، قالت إنه يتمثل بتقديم المساعدات الحقوقية والطبية والإنسانية بالتعاون مع عدد من المنظمات الشريكة، الدينية والاجتماعية والخيرية.
وكشفت جلوكيتينكو عن وجود نحو 13 ألف مهاجر غير شرعي في أوكرانيا وفق إحصائيات العام 2011 الماضي، وهم الذين بقوا على أراضيها دون إقامات بعد وصولهم إليها، أو الذين حاولوا الفرار عبر حدودها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى أن معظم المهاجرين هم من روسيا وباقي دول الاتحاد السوفيتي السابق.
و قالت إن المنظمة ترحب بالحملة وتشجعها، لأنها تساهم بتوفير الاحتياجات الضرورية للمهاجرين، وخاصة في مراكز الاحتجاز، حيث يوجد أطفال بحاجة إلى الألعاب والكتب لكي لا يتوقف تطور الحياة لديهم.
ظروف صعبة
وتبين إحصائيات موقع دائرة الهجرة في أوكرانيا أنه تم احتجاز نحو 1750 منذ بداية العام الجاري، من بينهم نحو 100 امرأة، و31 طفلا، وهم الذين حاولوا التسلل بصورة غير قانونية عبر الحدود الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام الجاري، معظمهم من دول كباكستان وأفغانستان وجورجيا.
وكانت أوكرانيا قد شددت إجراءات دخول أراضيها للحد من الهجرة الشرعية عبرها إلى دول الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار مساعيها نحو عضوية الاتحاد.
وتطبيقا للمعايير الأوروبية أيضا، أجرت إصلاحات في مركزيها لاحتجاز المهاجرين شمال وغرب البلاد، شملت البناء والغرف والأثاث.
ولكن رغم التقدم الذي شهدته ظروف الاحتجاز، يشير ماكسيم بوتكيفيتش الناشط في منظمة "بلا حدود" الحقوقية إلى أن ظروف المحتجزين صعبة، وخاصة في جوانبها القانونية، وفي ظل غياب تدخل قانوني وحقوقي دولي لمساعدتهم.
وأوضح أن منهم من احتجز ثم أخرج ثم احتجز عدة مرات دون أن يمنح اللجوء أو يرحل إلى بلاده، كما أن السلطات مددت فترة الاحتجاز من نصف سنة إلى سنة، الأمر الذي يحرم الكثيرين حريتهم، ويصعب محاولات مساعدتهم.
أوكرانيا برس + الجزيرة نت