انتهت اليوم حملة واسعة دامت نحو شهرين للتعريف بالرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- في إقليمي شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا وشرق الدونباس حيث يعيش أكبر تجمع للتتار المسلمين في البلاد.
رعى الحملة التي حملت شعار "رحمة للعالمين"اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يعتبر أكبر مؤسسة تعنى بالأقليات المسلمة في أوكرانيا، وذلك بالتعاون مع عدة شخصيات وهيئات ومنظمات خيرية داخل أوكرانيا وخارجها.
هدفت الحملة –كما يقول المنظمون في اتحاد الرائد– إلى تعريف شريحة واسعة من المسلمين التتار والأوكرانيين (الذين يبلغ عددهم نحو مليونين من أصل 46 مليونا هم سكان أوكرانيا) بنبيهم الذي لا يعرفون إلا اسمه بسبب سنوات النظام السوفياتي الذي حرمهم وحرم آباءهم من دراسة وممارسة تعاليم دينهم، وأحرق ودمر وصادر معظم مؤسساتهم الدينية والتعليمية.
كما هدفت أيضا إلى تعريف النخبة المثقفة في الإقليمين بشخصية الرسول الكريم وفضل الرسالة التي جاء بها على الإنسانية جمعاء، فشملت قوافلها عدة جامعات ومعاهد ومدارس ومسارح بالإضافة إلى عشرات المدن والقرى التابعة للإقليمين ذوَي الغالبية التترية المسلمة (40% من إجمالي عدد المسلمين في البلاد).
وتضمنت الحملة إلقاء رؤساء مراكز وأئمة مساجد الإقليمين عدة محاضرات واستعراض عدة أفلام وثائقية حول صفات وشمائل الرسول الكريم ورسالته، وما تميزت به سيرته النبوية من معاناة في سبيل إعلاء كلمة الحق ونشر الخير والحبة والسلام في ربوع الأرض وبين كل شعوبها، كما تضمنت توزيع كتب في السيرة ومنشورات وأقراص مضغوطة تروي هذه السيرة باللغة الروسية.
شغف وتفاعل
في حديث مع الجزيرة نت قال رئيس فرع اتحاد الرائد في الدونباس الدكتور حمزة عيسى إن "لمثل هذه الحملات الضخمة دورا كبيرا في تعريف مسلمي أوكرانيا الأصليين بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي عبارة عن قوافل سيارة تستهدف عشرات الآلاف منهم في مدنهم وقراهم ومدارسهم، وهي وسيلة لتعزيز ارتباطهم به وحبهم له باعتباره نبيا وقدوة مثلى في جميع مجالات الحياة".
وأضاف: "لمسنا من خلال الحملة شغفا من قبل الأوكرانيين من غير المسلمين بمعرفة أي شيء عن الرسول الكريم، وتلقينا عدة دعوات لعقد مؤتمرات سنوية في عدة جامعات ومعاهد حول شخصيته وتعامله مع عدة قضايا حساسة تشغل المجتمع الأوكراني ومجتمعات الغرب بشكل عام، كتعامله مع الحريات والمرأة وأتباع باقي الأديان، وحتى نظام إدارته السياسي والاقتصادي والاجتماعي للحكم".
وقال مدير مركز "الرضوان" الإسلامي في القرم سيران عاريفوف للجزيرة نت إنه من خلال مشاركته في الحملة أحس بتأثر الحاضرين والحاضرات وبكاء العديد منهم على ما جهلوه من معلومات حول دينهم ونبيهم. كما استشعر غير المسلمين منهم عظمته وتضحياته صلى الله عليه وسلم، وقد أطلق بعض المسلمين حملة في القرم والدونباس للحث على تسمية المواليد الجدد باسم "محمد" بعد حضورهم لفعاليات الحملة.
يذكر أن هذه الحملة تعتبر الخامسة من نوعها في أوكرانيا، لكنها الكبرى منذ أن انطلقت أولاها بعيد انتشار الرسوم المسيئة في الدانمارك.
الخبر كما ورد على موقع الجزيرة نت (هنا)