توزعت أصوات مسلمي أوكرانيا خلال جولة إعادة الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد 7-2-2010 بين رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو ومرشح المعارضة فيكتور يانكوفيتش، فيما وصف بـ"التوجه الاجتماعي" الذي يعكس اندماجهم في خيارات المجتمع الأوكراني بتنوعاتها.
فحرصا على النهوض بالصناعة، وسعيا لاستعادة كثير من وظائفهم التي تضررت كثيرا خلال حقبة الثورة البرتقالية التي تم خلالها الإطاحة بـ"يانكوفيتش" من رئاسة البلاد عام 2004، أيد تتار إقليم الدونباس المسلمون بشرق البلاد يانكوفيتش الموالي لروسيا، والذي وعدهم بإصلاحات جذرية في مجال الصناعة.
بينما أيد تتار القرم المسلمون بجنوب البلاد تيموشينكو زعيمة حزب بيووت، التي وعدتهم بالعمل على إعادة ممتلكاتهم وأراضيهم التي صودرت خلال الحقبة السوفيتية في القرن الماضي.
وتتولى تيموشينكو رئاسة الوزراء في حكومة الرئيس المنتهية ولايته فيكتور يوتشينكو، الذي قاد حركة شعبية مؤيدة للنمط الليبرالي الغربي، أسقطت حكم يانكوفيتش، وعرفت باسم "الثورة البرتقالية".
وتتولى تيموشينكو رئاسة الوزراء في حكومة الرئيس المنتهية ولايته فيكتور يوتشينكو، الذي قاد حركة شعبية مؤيدة للنمط الليبرالي الغربي، أسقطت حكم يانكوفيتش، وعرفت باسم "الثورة البرتقالية".
وأشارت النتائج الأولية لعمليات فرز نتائج الانتخابات التي جرت أمس، إلى تقدم زعيم المعارضة على منافسته رئيسة الوزراء بفارق ضئيل.
وكان تقرير نشره "إسلام أون لاين.نت" في وقت سابق قد كشف مشاركة واسعة لمسلمي أوكرانيا في التصويت بالجولة الأولى للانتخابات في 17-1-2010، وتوقع البعض اتجاه غالبية أصواتهم إلى مرشحي "الثورة البرتقالية" وخاصة رئيسة الوزراء؛ بهدف دعم التوجه الأوروبي لأوكرانيا، وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
تتار القرم والدونباس
ليليا مسليموفا، الناطقة باسم مجلس شعب تتار القرم، كشفت في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "المجلس دعا تتار القرم (500 ألف نسمة) إلى التصويت لصالح تيموشينكو؛ فعهدها كرئيسة وزراء أظهر انفراجا فيما يتعلق بقضايا التتار واهتماما بحلها، وفي مقدمتها استعادة الأملاك والأراضي التي سلبت منهم إبان الحقبة السوفيتية".
وعلى الرغم من أن ليليا اعتبرت أن اهتمام رئيسة الوزراء بقضايا تتار القرم "جزئي"، فإنها عدته "أفضل حالا من المرشح يانكوفيتش والمعروف بموالاته لموسكو"، مشيرة إلى أن"التجربة السابقة قبل الثورة البرتقالية، والتي يعتبر يانكوفيتش وحزبه امتدادا لها، أثبتت عدم اكتراث السلطات الموالية لموسكو بقضايا التتار".
ولفتت إلى أن "نسبة التتار الذين صوتوا أمس تقارب الـ70%؛ وهو ما كان عليه الحال في جولة الانتخابات الأولى"، معتبرة أنهم "صوتوا لمستقبل مرجو، يشعرون فيه أنهم يعيشون كمواطنين يتمتعون بكامل حقوق المواطنة".
في المقابل، توجه غالبية تتار كازان بإقليم الدونباس شرق البلاد، والبالغ عددهم نحو 100 ألف نسمة، للتصويت لزعيم المعارضة يانكوفيتش الذي ولد في ذات الإقليم؛ ما فسره رستام علي، الإمام بأحد مساجد الإقليم، في تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" بأن "معظم تتار الدونباس صوتوا لصالح يانكوفيتش لأنه "ابن الإقليم"، إضافة إلى أن "نسبة كبيرة منهم قد تضررت كثيرا في عهد الثورة البرتقالية".
توجه اجتماعي
وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت"، أكد د.شادي عثمان، نائب رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية بأوكرانيا "الرائد" أن "توجه مسلمي أوكرانيا في هذه الانتخابات هو توجه اجتماعي وليس دينيا"، موضحا أن "مسلمي أوكرانيا ينحدرون من أصول مختلفة، ولهم توجهات شتى، سواء كانت دينية، أو اجتماعية؛ وهو ما ينعكس على توجههم خلال هذه الانتخابات".
من جانبه، أرجع إيغور كربيشين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، هذا التنوع لاتجاهات أصوات مسلمي أوكرانيا إلى أن "معظم تتار القرم يعملون بالزراعة، ولهذا صوتوا لصالح تيموشينكو، التي وعدتهم باسترجاع أراضيهم وممتلكاتهم، بينما يعمل معظم تتار الدونباس في مصانع ومناجم فحم الإقليم، ولهذا صوت معظمهم ليانكوفيتش الذي يعتقدون أن نهجه أقدر على دفع حركة المصانع نحو الأفضل".
ويعيش في أوكرانيا مليونا مسلم تقريبا، يتمركزون في الشرق والجنوب، ويمثلون نحو 4.3% من تعداد سكان البلاد البالغ حوالي 46 مليون نسمة.
يشار إلى أن تمثيل الأقليات المسلمة بأوكرانيا تحكمها معادلة صعبة فرضها الواقع؛ نظرا لوجود عدة قوميات، ولكل قومية مؤسسات تحاول تمثيلها؛ فمسلمو القرم لهم مجلس تتري ومجلس ديني خاص بهم وكذلك تتار كازان، بينما يسعى اتحاد الرائد –بحسب مسئوليه- لأن يلعب دورا حياديا، ويمثل دائما مرجعية عامة للمسلمين من جميع القوميات.
الخبر كما ورد على موقع إسلام أون لاين (هنا)