السؤال:
كيف تستثمر الأسرة المسلمة شهر رمضان المبارك في الغرب؟
الجواب: (للشيخ د. عماد أبو الرُب - إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في كييف)
بارك الله فيكم على طرح هذا السؤال الهام الذي لا بد أن يكون بين يدي كل أسرة مسلمة تعيش في بلاد غير المسلمين. فلا بد أن يكون للأسرة المسلمة في الغرب أوفر الحظ والنصيب من رمضان لأني أعتبره من أكبر الفرص وأكثرها تأثيراً على الأسرة خاصة وعلى المسلمين عامة.
كما أن رمضان له فضائله وخصائصه التي تحفز المسلم على استثماره والإكثار من العبادة فيه، ومن باب أولى أن يجَِّد المسلمون المقيمون في الغرب بإحيائه وتفعيل برامجه ليعوّضوا غربتهم الدينية في مثل هذه المجتمعات التي يكثر فيها الفساد الأخلاقي والإباحية والانحراف العقدي.
ولذلك لا بد للأسرة المسلمة في الغرب أن تعد برامج تفيد كل فرد منها تراعي حاجات وطاقات أفرادها الروحية، وعليها أن تستعين ببرامج المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في أغلب المدن الأوروبية.
أما نصائحي الخاصة فهي:
1- أن تتفق الأسرة على صيام كامل أيام رمضان، ومراعاة إمكانات الأطفال منهم، وأن يساهموا جميعاً في إعداد وتجهيز طعام السحور والإفطار بالتناوب مساعدة لوالدتهم وشعوراً معها بعظم دورها في بيتها.
2- الاتفاق على حضور أكثر الصلوات جماعة للذكور، وحضور ما أمكن منها للإناث مع الحرص على عدم تفويت صلاة التراويح جماعة في المسجد لما فيها من أجر وثواب صلاة الجماعة وزيادتها لروحانيات المصلين وتوطيدها للعلاقات بين المسلمين بتعارفهم ولقائهم وتعزيز مودتهم لبعضهم عملاً بقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
3- الاتفاق على أن يختم كل فرد في الأسرة قراءة القرآن الكريم، وحبذا أن يعملوا ختمة كاملة في البيت مع بعضهم يقفوا عند معاني بعض الآيات يشرحها الأب أو الأم ويشارك بها الأبناء.
4- الاتفاق على إطعام وكسوة عائلة مسلمة فقيرة يساهم بالصدقة فيها جميع أفراد الأسرة بحيث يدفع الأبناء جزءاً من مصروفهم ويكمل الوالدين الباقي منها.
5- وضع جدول يومي لرمضان يبين ما يجب القيام به من الاستيقاظ للتهجد إلى قبيل النوم، ويشمل الصلاة والتهجد والقيام والدعاء والذكر وقراءة القرآن إضافة للأعمال اليومية المعتادة من عمل ودراسة وغيرها.
6- المساهمة في برامج المراكز الإسلامية ودعمها مادياً ومعنوياً من خلال حضورها والمساهمة قدر الإمكان في نفقاتها.
7- تعريف غير المسلمين من جيران وزملاء وأصدقاء ومعارف بعظم هذا الشهر الكريم من خلال توزيع نشرات أو كتيبات أعدها المركز أو المسجد في منطقة سكنهم، ودعوت غير المسلمين للمشاركة في حضور إفطار في المسجد أو بيت المسلم إن أمكن ليشعر ويتعرّف عن قرب على الإسلام.
هذا بعض ما استحضرته وغيره الكثير من الأفكار التي يمكن للأسرة المسلمة في الغرب أن تقوم بها خلال شهر رمضان المبارك.
وحبذّا قبل أن يبدأ رمضان أن ننشر مبدأ المسامحة بين أفراد الأسرة، فيسماح الزوج زوجته والزوجة زوجها والأبناء بين يعضهم البعض إكراماً لله ورسوله، وأملاً أن يوفقهم الله ويشملهم في عفوه وصفحه ومغفرته.
كما يطلب الأب من أفراد أسرته أن يسامحوا غيرهم من أصدقاء وزملاء وجيران، كيف لا ودعاء ليلة القدر المأثور هو العفو (اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعف عني).