توجه المئات من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية في شتى أرجاء المدن الأوكرانية إلى العاصمة كييف للمشاركة في المظاهرة التي دعت إليها المراكز الإسلامية بالإضافة لممثلين عن عدة جاليات في البلاد، أمام مقر الأمم المتحدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشارك في المظاهرة نحو 2500 شخص معظمهم من الطلاب، إضافة إلى عدد من العائلات ورجال الأعمال وموظفي السلك الدبلوماسي العاملين في أوكرانيا، كما شارك فيها ممثلون عن عدة منظمات اجتماعية وإنسانية ونسائية أوكرانية، وعدة أحزاب سياسية أبدت تعاطفها مع العرب إزاء قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع الراهن في قطاع غزة.
وكان من اللافت للانتباه أيضا مشاركة العشرات من الأوكرانيين المستقلين بدافع التضامن مع الشعب الفلسطيني الأعزل المنكوب في قطاع غزة -كما قال عدد منهم للجزيرة نت- إضافة لوجود كثيف للشرطة وقوات مكافحة الشغب تحسبا لأي عمل قد يخرج المظاهرة عن طابعها السلمي.
المتظاهرون حملوا مئات الصور من المجازر التي خلفتها آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، ووزعوا العديد من المنشورات التي تضمنت تعريفا وشرحا تفصيليا لأبعاد القضية الفلسطينية والوضع الإنساني الراهن في القطاع، كما صرخت حناجرهم الغاضبة بهتافات مختلفة باللغتين الأوكرانية والروسية (الموت لإسرائيل، وأوقفوا قتل أطفال غزة، وإسرائيل دولة إرهابية وفاشية، ولتسقط أميركا وإسرائيل، والحرية لفلسطين وشعب غزة).
كما هتف المتظاهرون ضد ما وصفوه بضعف وهوان الأمم المتحدة التي تجمعوا أمام مبناها، لعجزها برأيهم عن اتخاذ قرار حاسم إزاء العدوان والمجازر القائمة في القطاع، وطالبوا الدول العربية والإسلامية والفصائل الفلسطينية بالوحدة التي تضع مقاومة العدو على رأس قائمة أهدافها، وتجنب الخوض في ما يعيق هذه الوحدة ويصعب تحقيقها.
رسومات الأطفال
وكان لعشرات الأطفال الذين شاركوا في المظاهرة دور أيضا في التعبير عن تضامنهم مع أطفال القطاع، تمثل باستعراض رسومات بسيطة من صنع أياديهم تضمنت صورا لأطفال تسيل منهم الدماء بعد تعرضهم لنيران الاحتلال، وحملهم لدمى على شكل أطفال خضبت أجسادهم بالدماء، كما حدث ويحدث في غزة.
المظاهرة تضمنت في نهايتها كلمات لعدة شخصيات سياسية أوكرانية ودبلوماسية عربية، دعت في مجملها لإيقاف العدوان على القطاع واتخاذ الدول العربية والإسلامية والأوروبية وغيرها خطوات جدية وعملية في هذا الشأن، رغم تشكيك معظم من تحدث بقدرة العرب على ذلك.
وعقب الانتهاء من المظاهرة التي استمرت لنحو ساعتين قال الدكتور إسماعيل القاضي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية (الرائد) –أكبر منظمة تعنى بشؤون الجاليتين العربية والإسلامية وتشرف على جميع المراكز الإسلامية في أوكرانيا- للجزيرة نت "هذه المظاهرة جزء من واجب كبير علينا تجاه أهالينا وإخواننا في غزة، أردنا من خلالها أن نعلن للعالم أن المسلمين في أوكرانيا يتألمون لآلام وجراح غزة وللصمت العالمي القاتل عن الجرائم التي ترتكب بحق أهلها على مرأى ومسمع الجميع".
وأضاف "لقد عكفنا في إطار واجباتنا على الاهتمام بتعريف المجتمع الأوكراني بحقيقة ما يحدث في غزة وفلسطين، وذلك لأن الإعلام المحلي وللأسف الشديد ينحاز في معظم الأحيان لإسرائيل كغيره من الدول في باقي دول أوروبا وأميركا، وفي هذا الإطار أقمنا معارض لصور المأساة في جميع المراكز الثقافية الإسلامية في مدن أوكرانيا لتعريف جميع الشرائح والثقافية بأبعاد القضية وحقائقها، كما قمنا بطباعة وتوزيع آلاف المنشورات التعريفية على عامة الناس".
وأكد القاضي أن منشورات الاتحاد لاقت اهتماما من قبل معظم الناس، و"ظهرت نتائجه الإيجابية واضحة اليوم في المظاهرة عندما شارك العشرات منهم فيها".
يذكر أن وزارة الخارجية الأوكرانية كانت قد أعلنت يوم أمس أن عدد رعاياها الأوكرانيين في قطاع غزة يبلغ 450 معظمهم من النساء والأطفال وهم زوجات وأبناء فلسطينيين من سكان القطاع.
وأكدت بعد مقتل أوكرانية وطفلتها أن السفارة الأوكرانية في إسرائيل على اتصال دائم مع جميع الرعايا ومستعدة لتقديم أي مساعدة ممكنة لهم، وأنها تمكنت بالتعاون مع السفارة الروسية في تل أبيب من إجلاء نحو خمسين منهم خارج حدود القطاع.
الخبر كما ورد على موقع الجزيرة نت (هنا)
مركز الرائد الإعلامي