مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

عشرات التتار يواصلون اعتصامهم أمام مبنى مجلس الوزراء للمطالبة بمنحهم أراضي في إقليم القرم

2009.05.26 / 538

تعتبر قضية مطالبة تتار القرم بحقوقهم وممتلكاتهم التي سلبت منهم إبان حكم الزعيم السوفييتي الراحل ستالين للبلاد (عندما هجر مئات الألوف منهم قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا) واحدة من أكبر وأهم القضايا الإنسانية في أوكرانيا، وتزيد من أهميتها العودة المستمرة للتتار إلى وطنهم الأم أوكرانيا من بلاد المهجر.

وتدل آخر الدراسات الاجتماعية أن نحو 15 ألف عائلة تترية عائدة تلقت رفضا حكوميا بتخصيص أراض لبناء بيوت تؤويهم في العام الحالي، رغم أن الرئيس يوتشينكو أصدر في بدايته قرارا يقضي بتشكيل لجنة لدراسة وتنفيذ عملية توزيع أراض عليهم.

اعتصام وإضراب عن الطعام

وقد أعلن نحو 120 شخصا يمثلون تلك العائلات التترية في الخامس عشر من الشهر الجاري اعتصاما أمام مبنى رئاسة الوزراء للمطالبة بتخصيصي أراض لهم، وأضرب نحو 15 منهم عن الطعام، مما أدى إلى تردي الحالة الصحية لثلاثة منهم، من بينهم فتاة تبلغ من العمر عشرين عاما.

وفي حديث مع الجزيرة نت قال رسلان عبد اللايف (وهو أحد المعتصمين والمضربين عن الطعام): "نحن نطالب بحق أن تكون لنا أماكن خاصة نعيش فيها حياة كريمة في وطننا كما يعيش الغير، سئمنا حياة التكدس عند الأقارب، وقد آن الأوان لكي تنفذ الوعود بحلول عادلة لقضية تتار القرم".

عزم حكومي

من جهتها أعلنت رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو خلال جلسة وزارية عقدتها أنها ستسعى لتحقيق حياة كريمة "أوروبية" لكافة القوميات والأقليات في أوكرانيا، وطردت وزير البيئة من الجلسة لأنه لم يلتقي مع المعتصمين ويستمع لمطالبهم – كما كلف.

وأعلن المجلس الوزاري أن لجنة خاصة ستشكل خلال الشهور الثلاثة القادمة، وستزور إقليم القرم لدراسة منح أراض للتتار، لكن المعتصمين شككوا في قدرة اللجنة على تنفيذ ما ستشكل لأجله، وأكدوا أنهم سيبقون معتصمين حتى تحقيق مطالبهم.

هذا وقد انتخب "مجلس الشيوخ التتري" الذي يضم ممثلي التتار في نحو 22 دولة من دول المهجر السيد رفعت تشوباروف رئيسا للمجلس، وهو نائب رئيس مجلس شعب تتار القرم – المؤسسة الرسمية الوحيدة للتتار ذات الطابع السياسي في أوكرانيا، ويعتبر من أكبر المطالبين باستعادة التتار لأراضيهم وممتلكاتهم، والناشطين في هذا المجال.

يذكر أن تتار القرم ومعظمهم مسلمون يشكلون حاليا نسبة تقارب 20% من إجمالي عدد سكان إقليم القرم، بينما يشكل الروس فيه نسبة تقارب 40%، ويشكل الأوكران فيه نسبة 30%، إضافة إلى وجود قوميات وأعراق أخرى فيه كالتركية والشرق آسيوية.

وقد قتلت أعداد كبيرة منهم وهجرت أخرى في العام 1944 إبان حكم الزعيم السوفييتي الراحل ستالين إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا في ظروف قاسية قضت على نحو 45% منهم، وذلك بحجة ضعف التبعية لنظام الحكم آنذاك، ودمرت وصودرت مؤسساتهم وممتلكاتهم وأراضيهم لتوزع على طبقة العمال الكادحين من عرق السلافيان القادمين من روسيا، ثم عادوا بعد استقلال البلاد في العام 1991 ليبدأوا مشوار قضيتهم المتعلقة باستعادة حقوقهم وممتلكاتهم، الذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا.

مركز الرائد الإعلامي

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: