"ندوتنا هذه تهدف إلى استثمار طاقات المرأة المسلمة بأوكرانيا، ورسم خريطة تفعل أداءها ونشاطها بما يحقق مصلحة بيئتها الإسلامية ومجتمعها الذي تعيش فيه".. بهذا الكلمات عكست عمرو اللايفا في تصريحات خاصة لـ"شبكة إسلام أون" أهمية الندوة النسائية الثقافية التي عقدت في الفترة ما بين 21-23/04/2009 بالمركز الثقافي الإسلامي التابع لمدينة فينيتسا غرب العاصمة كييف.
الندوة التي أقامها اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" – أكبر مؤسسة تعنى بالأقليات والجاليات الإسلامية في أوكرانيا – تحت عنوان "النساء شقائق الرجال"، تأتي ضمن فعاليات الحملة الأوروبية للأسرة المسلمة التي بادر بها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والتي أطلقت على العام الحالي 2009م عام الأسرة المسلمة بأوروبا.
وأكدت عمرو اللايفا والتي ترأس القسم النسائي في الاتحاد أهميةَ تفعيل دور المرأة المسلمة في الغرب باعتبار أن المرأة "تمثل عنصرا محركا أساسيا في كافة المجتمعات الغربية".
وأضافت: "المرأة الأوكرانية المسلمة أكدت أثناء الحقبة السوفيتية السابقة والحرب العالمية التي تخللتها أنها قادرة على التضحية والعطاء في مجال الحفاظ على الهوية والدين، ونحن نعمل اليوم بجد واهتمام على توجيه قدراتها وعطائها بما يعزز من تأثيرها ويوسع مساحته" – في إشارة منها إلى دور النساء المسلمات التتريات في إقليم شبه جزيرة القرم حفظ هوية الأبناء برغم المعاناة التي لحقت بهم وبأزواجهم إبان الحقبة السوفييتية.
ثلاث قضايا
وشاركت في أعمال الندوة نحو 50 من المسلمات الناشطات في ميادين العمل النسائي الدعوي من مختلف أرجاء المدن الأوكرانية.
وتنوعت فعاليات الندوة التي انعقدت على مدار ثلاثة أيام ما بين محاضرات ومناقشات وورش عمل؛ وركزت في يومها الأول على ثلاث قضايا رئيسية هي: الحقوق، وواجبات ومسؤوليات المرأة المسلمة في الغرب، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على كيفية تفعيل عمل وأدوار المرأة المسلمة بأوكرانيا.
وفي مجال الحقوق، ركزت محاضرات بعض المشاركات على الحقوق الزوجية المتبادلة بين الرجل والمرأة في الأسرة المسلمة، والتي يكفل الالتزام بها دوام التفاهم ودفء العلاقات بينهما، وخاصة في الغرب، حيث يبرز تأثير الوسط الخارجي بشكل واضح على الأسرة المسلمة.
بينما في الواجبات، أكدت أخريات في محاضراتهن أهمية أن تتحمل المرأة المسلمة مسئولياتها وتقوم بأداء واجباتها على ثلاثة محاور رئيسية؛ نحو ذاتها وأسرتها، بالإضافة إلى المجتمع الغربي المحيط بها، بأن تحصن نفسها وترتقي بها إيمانيًّا وعلميًّا عبر التزود بالعلوم الشرعية والدنيوية، وتحصن أسرتها من خلال حفاظها على الأجواء الإسلامية داخل بيتها وربط الأبناء بهويتهم الإسلامية، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون عنصرا بناءًً في المجتمع حولها؛ بأن تسهم إيجابا في حل همومه ورقيه.
بينما فعاليات الندوة في يومها الثاني ركزت على كيفية تفعيل دور المرأة المسلمة في مختلف الميادين الإسلامية الدعوية والمهنية بأوكرانيا وفي إطار ما يسمح به الشرع، وبما يحقق الخير والمنفعة للمجتمع وللمسلمين.
دعم .. "مادي ومعنوي"
وبهدف إسقاط الجانب النظري من الندوة على الواقع الأوكراني وتطبيقه؛ فقد تم تخصيص اليوم الثالث من أيام الندوة لتشكيل ورشات عمل من الأخوات المشاركات، وحول ما أسفرت عنه المناقشات التي دارت في ورشات العمل توضح عمرو اللايفا أنه: "اتفقنا على دعم جميع النشاطات النسائية التي ينظر إليها بعين الإيجاب من قبل الاتحاد ماديا ومعنويا، وعقد اجتماعات متابعة دورية، وتفعيل الارتباط التواصل مع الأقسام النسائية في المؤسسات الإسلامية الأوروبية، بما يحقق تقوية العلاقات وتوحيد الجهود".
يذكر أن تعداد المسلمين في أوكرانيا يبلغ نحو مليوني نسمة من أصل 46، يعيش معظمهم في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد (تتار القرم)، وفي إقليم الدونباس الشرقي (تتار كازان)، وينتشر الباقون (من تتار وأوكرانيين اعتنقوا الإسلام) في جميع أرجاء المدن.
وقد هاجر نحو 300 ألف من تتار إقليم القرم في العام 1944 قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا إبان حكم الزعيم السوفيتي الراحل ستالين بحجة ضعف الولاء لنظام الحكم، فقضى عشرات الآلاف منهم نحبه بسبب الظروف السيئة التي صاحبت عملية تهجيرهم (البرد القارص والجوع والعطش وانتشار الأمراض المعدية في القطارات التي نقلتهم وكدسوا فيها)، وكان من بينهم علماء وأئمة، أثرت وفاتهم سلبًا وإلى حد كبير على ثقافة وهوية تتار القرم كمسلمين، ناهيك عن هدم النظام ومصادرته للعديد من المساجد والمؤسسات التعليمية والدينية التترية في الإقليم.
الخبر كما ورد على موقع إسلام أون لاين في زاوية عام الاسرة المسلمة في أوروبا (هنا)
مركز الرائد الإعلامي