أول مجلس رسمي جامع لمسلمي أوكرانيا

بعد طول انتظار تشكل في أوكرانيا "المجلس الاستشاري لمسلمي أوكرانيا" في اجتماع عقد مؤخرا بهدف توحيد جهود الارتقاء بوضع الأقلية المسلمة، حيث يضم الإدارات والمؤسسات الإسلامية العاملة في شتى أقاليم ومدن البلاد.

ويكتسب هذا المجلس أهميته من كونه أول إطار رسمي يجمع المسلمين في أوكرانيا، ويمثلهم رسميا محليا وعالميا، خاصة أنه تشكل بدعم من دائرة الأديان التابعة للحكومة.

وحضر اجتماع التشكيل رئيس دائرة الأديان "أليكساندر ساجان" ورؤساء الإدارات والمؤسسات الدينية الإسلامية وممثلون عنها، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية والفكرية المهتمة بشئون وأحوال المسلمين في أوكرانيا.

وخلص الاجتماع إلى توقيع ميثاق المجلس الذي يقضي بتعاون تلك الإدارات والمؤسسات فيما بينها في إطار خدمة الإسلام والمسلمين في أوكرانيا، ودعم التعاون والتواصل الثقافي والفكري والحضاري مع الحكومة والمجتمع.

ومن أبرز الموقعين رئيس دائرة الأديان "ساجان" و"إيجور كربيشين"، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" (أكبر الإدارات وأوسعها انتشارا في أوكرانيا، حيث تضم 14 جمعية دينية عاملة في شتى أرجاء المدن) وحنفية حسن الدينوف، رئيس إدارة الجمعيات الدينية المستقلة العاملة، والحاج أمير علي أبلاييف، رئيس ومفتي الإدارة الدينية لمسلمي إقليم القرم جنوب أوكرانيا، والذي اختير رئيسا للمجلس في دورته الأولى الحالية التي ستستمر لمدة عامين.

ويقدر عدد مسلمي أوكرانيا بنحو مليوني نسمة من أصل 46 مليونا، معظمهم من التتار، يسكنون في شتى أرجاء الأقاليم والمدن، خاصة في إقليمي القرم الجنوبي (300 ألف تتري) والدونباس الشرقي (200 ألف تتري).

توحيد الجهود

وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين" قال الحاج أبلاييف: "إن هذه الخطوة تهدف بالدرجة الأولى إلى التعاون وتوحيد الجهود والطاقات بين الإدارات والمؤسسات الدينية من جهة، والحكومة والمؤسسات الاجتماعية الأوكرانية من جهة أخرى، بما يحقق خدمة وخير الإسلام والمسلمين والمجتمع ككل في أوكرانيا".

ومن جانبه، أعرب الدكتور إسماعيل القاضي، رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا "الرائد"، لـ"إسلام أون لاين" عن سعادته بتشكيل المجلس قائلا: "لطالما انتظرنا انطلاقة هذا المجلس.. كنا من خلال جميع برامجنا ونشاطاتنا وفعالياتنا المختلفة ننادي بضرورة توحيد الجهود والتعاون على البر والتقوى؛ لما لذلك من أهمية وأثر إيجابي في حياة المسلمين في أوكرانيا، نتمنى للمجلس التوفيق والسداد على طريق الخير".

أما الشيخ سعيد إسماعيلوف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، فقد اعتبر أن إعلان تشكيل المجلس "خبر سار يدعو للتفاؤل والأمل في اندماج مسلمي البلاد إيجابيا في مجتمعهم، إضافة إلى تشجيعهم على المطالبة بحقوقهم بشكل أفضل"، في إشارة منه إلى مطالب تتار القرم باستعادة الأراضي والممتلكات وحقوق الجنسية التي صودرت من معظمهم إبان الحقبة السوفييتية السابقة.

وكان مسلمو أوكرانيا قد تعرضوا في عام 1944 لتهجير قسري أثناء حكم الزعيم السوفييتي الشيوعي "ستالين" إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا في ظروف قاسية قضت على عشرات الآلاف منهم، إضافة إلى هدم ومصادرة النظام آنذاك لمعظم بيوتهم ومؤسساتهم التعليمية والدينية وتوزيعها على طبقة ما كان يعرف حينئذ بالعمال الكادحين.

وعادوا بعد استقلال البلاد عام 1991 ليبدأ معظمهم مشوار معاناة جديد مع محاولات استعادة الأملاك وإثبات الجنسية التي لا تزال مستمرة حتى الآن، وتحرمهم من ممارسة العديد من الحقوق.

الخبر كما ورد على موقع إسلام أون لاين (هنا)

مركز الرائد الإعلامي