بفضل وتوفيق من الله، تنتقل برامج ونشاطات اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" من نجاح إلى نجاح، لأنه مبنية على أساس إخلاص النية، والأهمية، والإعداد الجيد.
هذا النجاح يشمل مخيمات "الصداقة" الصيفية لأطفال المسلمين، التي نظمها "الرائد" مؤخرا للعام الثامن على التوالي، والتي تعتبر فرصة سنوية للترويح عن النفس في بيئة أقرب إلى المثالية، مع جمع الفوائد التي يصعب جمعها في أوقات وأماكن أخرى.
تشرف على المخيم مجموعة من أبناء "الرائد"، تضم متخصصين في مجال التعليم والتربية الشرعية، من معلمين وأئمة، وكذلك أطباء للعناية بصحة وسلامة الأطفال المشاركين.
في صيف 2021، احتضن أحد منتجعات منطقة تيرنوبول غرب أوكرانيا نحو 100 طفل وطفلة مسلمين، من أعمار تتراوح بين 7-14 عاما، مقسمين على 4 مجموعات للذكور، و3 مجموعات للإناث، فكان بذلك مخيم العام متميزا على المخيمات السابق بحجم المشاركة، الذي لم يتعد 70 في الأعوام الماضية.
سلوكيات إيجابية
يقول الداعية طارق سرحان، وهو مسؤول قسم التعريف بالإسلام في المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف: "نعتبر أن زيادة الأعداد مؤشر نجاح، ودليل على أهمية المخيم بالنسبة للآباء، الذي يحرصون على مشاركة أبنائهم فيه، لما له من آثار إيجابية على شخصياتهم عموما، وعلى سلوكياتهم والوعي لديهم بشكل خاص".
تقول تتيانا، وهي والدة أحد الأطفال المشاركين: "عاد ابني من المخيم مختلفا، فلم أعد بحاجة لتنبيهه إلى أهمية الصلاة وترتيب الغرفة والسرير وغسل الوجه وتنظيف الأسنان، بل وجدته يفعل ذلك تلقائيا، والغريب أن ذلك تغير بعد 10 أيام فقط قضاها في المخيم".
أسس وقيم
ويلفت الداعية سرحان إلى أن من بين المشاركين في هذا العام كان أطفال لأسر أسلمت حديثا، فكان المخيم فرصة لتعليمهم أمورا أساسية كالوضوء والصلاة، وحثهم على التمسك بالإسلام كدين وهوية ومنهج حياة.
ويضيف: "يركز المخيم على القيم، ولعل كل نشاطاته وفقراته تصب في هذا الاتجاه، فالمسابقات الرياضية والثقافية تنمي لديهم قيم الإصرار والتحدي الإيجابي، وتمارين الطهي تنمي لديهم قيمة التعاون، والحياة المشتركة تنمي قيم الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل، كما تنمي الرحلات قيمة التأمل".
هذا بالإضافة إلى فقرة مسائية باتت سنة سنوية في المخيم، يشاهد من خلالها الأطفال فيلما سينمائيا هادفا، مليئا بالقيم والعبر المستفادة.
أخلاق حميدة
وبطبيعة الحال، يسعى المخيم إلى تعزيز ارتباط الأطفال بأخلاق وصفات حميدة، ومحاربة أخرى سيئة قد تكون موجودة لدى بعضهم.
بر الوالدين، والصدق والأمانة والحب والإحسان والرحمة والكرم والحلم والصبر صفات يتم زرعها وتنميتها لدى الأطفال، من خلال حلق القرآن والذكر والدروس والمواعظ في المخيم.
أيام لا تنسى
على مدار 10 أيام، عاش الأطفال أوقاتا سعيدة ومفيدة لا تنسى، تشهد عليها كتاباتهم التي عبروا من خلالها عن مشاعرهم في آخر ساعات كل يوم من أيام المخيم.
يقول الداعية طارق سرحان: "كنا يوميا نجلس حول نار مشتعلة في المساء، في فقرة نسميها "أخبار اليوم"، ونختار من علبة خاصة بعض ما كتبه الأطفال ليعبروا عن مشاعرهم، وعن وجهات نظرهم إزاء نشاطات كل يوم".
من تلك الرسائل، كتب الطفل عدنان: "ذهبنا في رحلة إلى "مغارة الكريستال". كانت طويلة وباردة؛ ولم أعثر فيها على أي كريستال كما قيل لي!، لكني استمتعت أثناء الرحلة بالحديث والضحك مع الأصدقاء عدة ساعات".