للعام الثاني على التوالي، تحتل حملات توزيع الطرود الغذائية رأس قائمة النشاطات الرمضانية في أوكرانيا، بحكم الواقع الذي فرضته جائحة كورونا، وأدى إلى إلغاء كثير من الإفطارات الجماعية، التي كانت قبلة الصائمين مع أسرهم قبل الجائحة.
بدأت حملات توزيع الطرود مبكرا هذا العام، واللافت فيها أنها جاءت بدعم من قبل سفارات ومنظمات خيرية ألمانية وتركية وإندونيسية وماليزية، إضافة إلى تبرعات جاليات وتجار وطلاب عرب ومسلمين، بعضهم يقيم في أوكرانيا، وبعضهم الآخر تخرج منها قبل أعوام طويلة، وفق القائمين على العمل الإسلامي في البلاد.
للمحتاجين والنازحين
حول عمليات التوزيع تحدثنا مع الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة"، فقال: "ركزت الحملات على مناطق غرب أوكرانيا، ومناطق الجنوب والجنوب الشرقي، وكذلك على العاصمة كييف وضواحيها، بحكم وجودة أعداد كبيرة من الأسر المسلمة المحتاجة فيها، والكثير من الأسر النازحة عن مناطق الصراع".
ويضيف أ. سيران عريفوف - رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يعتبر أبرز مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين في البلاد منذ 24 عام، يضيف: "بحمد الله وتوفيقه، استطعنا للعام الثاني على التوالي تأمين عشرات الأطنان من المساعدات، موزعة على طرود حرصنا على أن تكون الكميات فيها كافية لكل أسرة مدة أسبوعين على الأقل".
وأوضح أن "طرود العام احتوت على المواد التالي بشكل رئيس: رز - طحين - حنطة سوداء - زيت - بطاطا - بصل - معكرونة - سكر - شاي - حلويات - تمر، مع إضافة لحوم ودجاج مجمد ومعلبات في بعض الطرود، بحسب الجهة المتبرعة وما تريد".
ويشير عريفوف: "أوصلنا آلاف الطرود إلى المحتاجين في العاصمة كييف والمناطق المحيطة، وإلى مدينة لفيف وضواحيها، وكذلك وصلت إلى مناطق دنيبروبيتروفسك وفينيتسا؛ أما في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي، فوصلت آلاف الطرود أيضا إلى مدينة زابوريجا، وبلدات كامينسك وقسطنطينوفكا وباخموت وكراماتورسك ونوفا أليكسيفكا وبرتيزانا وغينيتشسك، وغيرها من القرى القريبة من مناطق التوتر بالشرق".
د. إسماعيل القاضي مدير المركز الثقافي الإسلامي في كييف قال: "البارحة (الأربعاء) شهد المركز آخر حملاته في الشهر المبارك، بتوزيع وجبة العشر الأواخر من الطرود، على أمل إدخال الفرحة على المئات من الأسر قبل العيد".
وجبات للطلاب
وبالإضافة إلى الطرود الغذائية، نظمت المراكز الثقافية الإسلامية والجمعيات الاجتماعية والدينية التابعة لاتحاد "الرائد" والإدارة الدينية "أمّة"، نظمت حملات واسعة أيضا لتجهيز وتوزيع آلاف الوجبات الغذائية الجاهزة على المسلمين والطلاب في سكنات عدة مدن.
في بعض المدن التي لم يفرض فيها حجر صحي صارم كمدينتي خاركيف وفينيتسا، نظم مركز "المنار" ومركز "الإسراء" الثقافيين الإسلاميين إفطارات أسبوعية للمسلمين والطلاب، ولكن مراكز مدن أخرى عمدت إلى تجهيز ونقل وجباتها بسبب ظروف الحجر.
يقول د. حمزة عيسى مدير مكتب "الرائد" في شرق أوكرانيا: "وزعنا أكثر من 12000 وجبة في زابوريجيا وحدها، وأعتقد أن الأرقام بالمئات أيضا في مدن لفيف وسومي".
ويختم بالقول: "اقترب رمضان من نهايته...، نسأل الله أن نكون قد وفقنا لصيامه وقيامه وخدمة المسلمين فيه على أفضل صورة ممكنة، وأن يبارك ويوفق كل من نظر إلى مسلمي أوكرانيا بعين الحرص والرحمة خلال هذا الشهر الفضيل، ويعوضهم جميعا خيرا كثيرا…".
أوكرانيا برس