رغم ما حمله العام 2020 من صعوبات وتحديات جمة، تمسك اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" بمساعيه الدائمة لخدمة مسلمي أوكرانيا، وتمثل هذا بجملة من الحملات الإغاثية واسعة النطاق، التي كانت أبرزها خلال شهور الإغلاق الشامل بسبب جائحة كورونا.
وقد شاء الله أن يدخل عطاء "الرائد" في هذا العام دفئا على بيوت مئات الأسر المسلمة، بحملة توزيع الفحم الحجري والأخشاب على المحتاجين في القرى النائية.
وشاء الله أيضا أن يكون هذا الدفئ بداية وختاما للعام الجاري، وأن تتحول حملة التوزيع هذه إلى نشاط سنوي إنساني، ينتظره المحتاجون ويعتمدون عليه.
دعم ألماني
للعام الثالث على التوالي، يدعم صندوق "Muslimehelfen" الخيري في ألمانيا حملة توزيع الفحم والأخشاب.
عن أهمية الحملة يقول د. إسماعيل القاضي - مسؤول قسم المشاريع في الاتحاد: "بعد احتلال القرم، تضم مناطق خيرسون في جنوب أوكرانيا أكبر تجمع للمسلمين في البلاد، والكثير منهم يسكنون القرى النائية بحكم الفقر، حيث تضعف الخدمات أو حتى تنعدم".
وأضاف: "المعلومات لدينا تفيد بوجود نحو 1500 أسرة مسلمة في مناطق جنوب أوكرانيا، موزعة بشكل رئيس على منطقة خيرسون الحدودية مع القرم، وتحديدا في داخل ومحيط مدينة "نوفا أوليسيسفكا". معظمهم فقراء ويحتاجون إلى مساعدات في شتى المجالات".
وعن ميزات الحملة في 2020، قال القاضي: "بفضل الله، ضاعفنا حجم الفحم الذي تم توزيعه في نهاية العام إلى 81 طنا، بالمقارنة مع 35 طنا في نهاية 2019 وبداية 2020. كما قمنا بتوزيع 120 متر مكعب من الأخشاب على نحو 250 أسرة مسلمة، بالمقارنة مع 150 قبل عام".
نحبهم ويحبوننا
على مدار 5 أيام متواصلة، جالت قوافل الحملة بين البيوت في البلدات والقرى، وأوصلت إليها كميات من الفحم والأخشاب، كافية للوقاية من البرد حتى نهاية برد الشتاء.
فضيلة الشيخ محمد ماموتوف إمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة زابوريجا شارك في تنظيم هذه القوافل، وعنها يقول: "كان إخواننا ينتظرون قدومنا، حتى أن الكثيرين لم يشتروا الفحم والأخشاب، يقينا بأن إخوانهم في "الرائد" بدأوا مشروع خير ليستمر".
وأضاف: "نظمنا القوافل بمساعدة المساجد والجمعيات الدينية المحلية، وركزنا على بيوت كبار السن وأسر الأيتام والمرضى".
وختم بالقول: "الحمد لله أن يسر لنا هذا الأمر… نسأله أن ينعم علينا برضاه...، كما أنعم علينا بحب إخواننا وكسب محبتهم، وشرف خدمتهم على الدوام".