لو كان "الرائد" شخصا، لتخيلناه حاملا للقرآن أينما كان، ومعتمدا عليه وعلى بركته في دفع مسيرة عطائه منذ بداية التأسيس قبل 17 عاما، ذلك لأنه وجه عناية فائقة لإحياء كتاب الله في أوكرانيا، وخاصة بين مسلميها الذي حرموا من ممارسة تعاليم دينهم عقودا.
بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية وإشرافها، خصص أقام "الرائد" مركزا للتحفيظ في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، وهو المركز الذي خرّج أول دفعات الحفاظ لكتاب الله من تتار القرم بعد الشيوعية المظلمة.
ثم زادت أعداد الحفاظ، وأصبح المركز قبل أبناء المسلمين من مناطق أوكرانية أخرى، فانتشر الحفاظ –بفضل الله وتوفيقه- في أوكرانيا، وباتوا مشاركين ثابتين في مختلف المسابقات القرآنية الدولية.
لكن اهتمام "الرائد" لم يتوقف عند المركز وحسب، بل ركز كذلك على برامج قرآنية خاصة وعامة، تتضمن جملة من الدورات والحلقات والدروس والمواعظ والمسابقات، التي تهدف إلى تعزيز هوية المسلمين بحب القرآن وتعلمه، وإلى تعظيم كتاب الله في نفوسهم، ليكون حياتهم.
وفي إطار ما سبق، كان –ولا يزال- "الرائد" يستثمر جميع المناسبات والفرص، ليربطها مع القرآن، ويزداد أثر القرآن فيه كدستور ومرجعية؛ كالمخيمات التعليمية والمشاركات والمسابقات، المحلية منها والدولية.
ولـ"الرائد" مع القرآن في شهر رمضان المبارك حكايا وتاريخ، فهو موسم المواسم، فيه الزرع المبارك، والسقي الغزير، والحصاد الوفير، فترى المركز والجمعيات تعج بالمشاركين في برامجها القرآنية، والوفود المشاركة في المسابقات القرآنية الرمضانية تبرز اسم "أوكرانيا" بين الدول.
في رمضان هذا العام حفاظ مهرة لكتاب الله يحيون ليالي الشهر في العاصمة الأوكرانية كييف، بأصوات عذبة تدخل الكلمات إلى القلوب والآذان معا، لتشاركها العيون تأثرا فدمعا.
في رمضان هذا العام شارك حفاظ قرميون تتار وأوكرانيون في مسابقة "الماهر" القرآنية بجدة، وفي المسابقة القرآنية الرمضانية بدبي، فمثلوا أوكرانيا و"الرائد" خير تمثيل، وحصل بعضهم على مراكز متقدمة وثناء المنظمين.
أما محليا، وفي كل مدينة يوجد للاتحاد فيها مركز أو جمعية، نظمت مسابقات قرآنية رمضانية للمسلمين، شارك فيها المئات من الآباء والأبناء، على مختلف مستويات الحفظ والإتقان.
على مدار أعوام طويلة، علم "الرائد" مسلمي أوكرانيا حب الإسلام والقرآن، ولا يزال يقدم كل ما يحفزهم ويحثهم على حفظه وتطبيق تعاليمه، خدمة لدينهم، وسعيا إلى سعادة الدنيا والآخرة، وحتى يكونوا مرآة تعكس حقيقة الإسلام الناصعة المشرقة في مجتمعهم.
ولأن عطائه بارز لا ينقطع، كانت "الرائد" شريكا للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في إقامة مسابقات دولية لحفاظ دول رابطة الدول المستقلة، كما كان في العام 2010، وكما سيكون –بإذن الله- في 3 و4 من شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
فيما يلي مقطع فيديو للمسابقة الرمضانية 1436هـ لأبناء المسلمين، في مسجد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف، مقر الاتحاد الرئيس: