شارك المئات من المسلمين في دورات تنويرية أقامها اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" لأبناء الجالية العربية المقيمين في أوكرانيا، الأمر الذي عكس الاهتمام بهذه الدورات، لما لها من أثر إيجابي على شخصية العربي المسلم في المجتمع الأوكراني.
وتعتبر الدورات من الوسائل التي يحرص القسم الثقافي في الاتحاد على استخدامها سنويا لتعزيز ارتباط أبناء الجالية بدينهم وهويتهم العربية والإسلامية، و لترسيخ المفهوم الوسطي للإسلام الحنيف بينهم.
عقدت دورات في أيام العطل (السبت والأحد) خلال شهر يناير/كانون الثاني في عدة مدن هي: خاركيف وأوديسا وزوبوريجيا ولفيف ودونيتسك ودنيبروبيتروفسك.
جمع كلمة المسلمين
وكعادتها تضمنت الدورات عدة محاضرات حول مواضيع شيقة وساخنة من الواقع والحاجة التي يعيشها أبناء الجالية كأقليات في المجتمع الأوكرانية.
ولعل من أبرزها محاضرة "الوسطية سفينة النجاة"، فالوسطية مطلوبة في الخطاب و المعاملات بعيدا عن التشدد والغلو وتحريض الناس، والرسول الأسوة عليه الصلاة والسلام خاطب جميع الفئات وعاش معها فعاش في مكة مع الكفار وكذلك في المدينة أبرم عهد معغير المسلمين وتعايش معهم تحت سقف واحد.
و كذلك لابد من نبذ العصبية والدعوة إلى الحوار وتقبل الآخر، وهذا الأمر أصبح مطلبا ملحا في ظل المتغيرات فنحن مطالبون بجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم على اختلاف الاعراق و اللغات،والآراء.
ولأن ذكرى المولد النبوي الشريف واكبت الدورات فقد تطرقت محاضرة "هذا الحبيب عليه الصلاة السلام" إلى بعض المشاهد التي حفظتها سيرته العظيمة، خاصة فيما يتعلق بحرصه على تبليغ رسالة ربه لجميع البشر بحكمة وموعظة حسنى، وخلقه السمح الرحيم مع المسلمين وغيرهم.
"تاريخ مشرق للإسلام والمسلمين في أوكرانيا" هو عنوان المحاضرة القيمة التي كان لها الأثر الكبير في تعريف الحاضرين بتاريخ الإسلام و المسلمين في أوكرانيا، وكون الإسلام جزء من هذه المجتمع من قديم الأزمان.
و لشحذ الههم تم تتدارس الايجابية في حياة المسلم، وأنه لا يهدأ له بال، ولا تنطفئ له جذوة، ولا يكل ولا يمل؛ حتى يحقق هدفه الذي يسعى إليه وغايته المنشودة، و هذا الإحساس بالمسؤولية يجعل المسلم يقوم بواجبه نحو ما أمره الله به، وإن كان مِن ضمن واجبات المسلم التزام الجماعة ودعوة الغير، ولكن تقصير الغير لا يعد مبررا لأن يقصر.
مناقشات
وحتى لا تكون الدورات مقتصرة على الإلقاء والاستماع فقط، خصصت أجزاء منها للاستماع للحاضرين ومشاركتهم آرائهم، واستعراض مادة مسموعة ومرئية عليهم.
فقد تم طرح ومناقشة العديد من الأسئلة والتساؤلات التي طرحها الحاضرون على المحاضرين والأئمة، التي جالت معظمها حول ما يهمهم كأقلية في أوكرانيا، من فقه معاملات وتعاملات، وضرورات وحاجات.
ارتقاء وحصانة
هذا وتعتبرهذه الدورات وسيلة بارزة من وسائل "الرائد" خدمة أبناء الجالية العربية، وتحصينهم من الذوبان السلبي في المجتمع.
وحول هذا الشأن قال د. شادي عثمان رئيس القسم الثقافي في الاتحاد إن عمل القسم موجه نحو الارتقاء بالمستويات الثقافية لأبناء الجالية، حتى يكونون مرآة تعكس صورة الإسلام النقية وتدحض الشبهات الزائفة عنه.
وأضاف أن لهذه الدورات عظيم الأثر في تعزيز التعايش السلمي داخل المجتمع، فالوسطية تنشر المحبة بين المجتمع والطوائف المختلفة فيه، ويجب علينا أن تحترم بعضنا بعضا، وأن يعذر بعضنا البعض في الاجتهادات، ليتم لنا التعايش والتآلف وكي تجتمع كلمتنا ونحافظ على صورة الإسلام العظيم كدين محبة وإخاء وسلام ووفاق.