"التربية الروحية في حياة الشباب" عنوان مؤتمر سنوي يعقده اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" في إقليم شبه جزيرة القرم، بالتعاون والتنسيق مع عدة وزارات ومؤسسات حكومية واجتماعية ودينية معنية بشؤون الشباب ومستقبلهم في القرم خاصة، وأوكرانيا بصورة عامة.
وفي يومي الأربعاء والخميس الماضيين، أقام مكتب الاتحاد في الإقليم المؤتمر بحضور ممثلين عن وزارة التربية والتعليم، وعدد كبير من الأكاديميين في علم النفس والاجتماع.
كما حضر المؤتمر عدد كبير من الحقوقيين وأساتذة الجامعات ومدراء المدارس، كونهم معنيون مباشرة بأعمال المؤتمر ونتائجه، من أفكار وتوصيات.
وفي كلمة افتتاحية أكد د. محمد طه رئيس مكتب الاتحاد بالقرم على الأهداف السامية للمؤتمر، فقال: "نحرص على عقد المؤتمر، لأنه ينعكس إيجابا على واقع فئة الشباب، ويحل العديد من المشاكل المنتشرة بينهم، ويساهم برسم مستقبل واعد لهم، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية".
فعاليات المؤتمر في يومه الأول أجريت في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل، حيث استمع الحاضرون والمشاركون إلى آراء بعضهم البعض، وناقشوا مباشرة أو من خلال ورشات عمل علاج عدة قضايا، وتحويل الاقتراحات والتوصيات المتعلقة بها إلى تطبيقات عملية.
وباسم "الرائد"، ألقى الأستاذ سيران عريفوف رئيس الهيئة التشريعية كلمة استعرض من خلالها للحاضرين جوانب عدة من مكانة الشباب في الإسلام، وحرصه على استثمار طاقاتهم، وحصانتهم من التحول عن طريق العمل والصواب.
ثم أكد فضيلة الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا على جانب التربية الروحية في حياة الشباب المسلم، وحق الشباب المسلم في أوكرانيا بوجود مناهج خاصة بهويتهم كأوكرانيين مسلمين، مشددا على أن معرفة الشباب بدينه والتزامه به لا ينعكس إلا إيجابا على مجتمعه مهما كان.
وقد أكد المشاركون على أهمية الجانب الروحي في بناء الشخصية الشبابية الأوكرانية لمواجهة التحديات الحاضرة من حولها، مشيدين بروح التسامح في الدين الإسلامي، وطرق تعامله مع أبرز القضايا المعاصرة، كالإدمان و"فوضى الجنس" والعنصرية.
وفي اليوم الثاني، عقد المؤتمر أعماله في مبنى وزارة التربية والتعليم بالإقليم، حيث طرحت عدة قضايا واقتراحات وحلول، لينتهي المؤتمر بتحديد توصيات رفعت إلى الوزارة وحكومة الإقليم، أملا أن تساهم في تفعيل أدوار الشباب وحل مشاكلهم.
هذا وقد تخلل المؤتمر فقرات استعراضية فنية وإنشادية، قدمها أطفال عدة مدارس معا، وهو أطفال تتار مسلمون، وأوكرانيون مسيحيون، تجمعهم معا براءة الطفولة المشتركة، فكانت مشاركتهم كتعبير على أمل، بأن يبقى الود والتفاهم بينهم عندما سيصبحون شبابا في وطنهم المشترك.