ظهر الفرح في ملامحهم.. وفاض من قلوبهم نور التوحيد بعد اعتناقهم الإسلام.. وبألسن ترتجي الثبات أدّوا نسك الركن الخامس.. وهم يرددون "اللهم يا مقلب القلوب والأبصار.. ثبّت قلوبنا على دينك".. وهم برفقة حجاج أسلموا حديثاً من شتى بلدان العالم، جاءوا في ضيافة "الهيئة العالمية للمسلمين الجدد"، التابعة ل"رابطة العالم الإسلامي".
حاجة أوكرانية
وذكرت حاجة قدمت من "كييف" عاصمة "أوكرانيا" وتبلغ من العمر (30 عاماً) أنها سمعت عن الإسلام وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وسط عائلة تعتنق الكاثولكية مكونة من ولدين وست بنات، وكانت أختها الكبرى تحب أن تسمع عن المقارنة بين الإسلام وديانتها، وانفردت بقراءة الكتب المتخصصة، في حين أن والديها لا يحبذان أن يتحدثوا عن الإسلام، فكانت تتحدث معها أولاً.
وبعد قراءات معمقة أزالت الغشاوة من على عينها الصفراون، وتسلّل الإيمان إلى قلبها؛ الأمر الذي حولها كداعية لهداية أسرتها بتقديم الكتب التي تتحدث عن الدين الإسلامي باللغة الروسية، وفتح الله قلب شقيقتها لنور الإيمان، اسلمت أختها الكبرى وأعطيت أولاً كتابا عن الإسلام، بعد أن قرأت كتاب بعنوان "أصول المرأة المسلمة"، دون أن تخبر والديها وشقيقتها عن خبر إسلامها.
وقال إنها ذهبت إلى بلد آخر للدراسة، وتعرفت على شاب مسلم، وأراد الارتباط بها؛ فأخبرت أهلها برسالة من المدينة التي تسكنها للدراسة وأخبرت فيها أسرتها أنها أسلمت، وبعد شهرين سيأتيهم العريس رسمياً؛ فبكت أمها، وأوعزت لأسرتها أن يدعوها تفعل ما تشاء، مبينة أنها قدمت إلى أهلها بعدها بشهر، وتقدم العريس للزواج بها، وأعجبت به الأسرة، وتم الزواج من شاب أسلم وعمره (18) عاماً، كاشفة أن جميع أخواتها اسلمن،إلى جانب أخيها الصغير، وكذلك والدتها، ماعدا والدها وأخاها الكبير، ذاكرة أن والدتها وأخوتها قد أدّوا فريضة الحج قبل ثلاثة أعوام، بينما هي الآن تعمل الآن في جمعية الرائد الاجتماعية الإسلامية قسم العلاقات العامة.
تأثير الجد
وأوضحت "سوزان" -حاجة أوكرانية- أن جدها الملتزم كثيرا بالدين الإسلامي قادها إلى درب الهداية، بعد أن عاشت سنوات لم تتعرف فيها على الدين؛ نتيجة الحياة المغلفة بالبُعد عن الله تعالى، وعند بلوغها سن الثانية عشرة ألحقها بالمدرسة الإسلامية لتتعلم القرآن وتلتزم بالحجاب، ودرست ثلاثة أعوام، وكان من المفترض أن تكمل الخمس سنوات في الدراسة، إلاّ أنها تزوجت زوجاً فلسطينياً يعمل طبيباً للأطفال في جمعية خيرية إسلامية، وتحولت إلى مُعلّمة تشرح للنساء أمور الدين والعبادة.
سؤال عن الدين
وبيّنت "لوبا" -حاجة أوكرانية تبلغ 24 ربيعاً- أنها أسلمت عن طريق والدها الذي عَرف الدين عن طريق زوجته التي دخلت الإسلام عن طريق مشهد طفولي من طفل عمره (12) عاماً كان يؤدي الصلاة في ذروة صخب الحياة، فكانت تسأله عن الحركات التي يؤديها وأسرارها وماذا تعني، ويجيبها الطفل قائلاً "هذه عملية اتصال بخالقي"؛ مما حرّك في قلبها جذوة السؤال والتحري والبحث عن الدين، وبعدها انكشف لها الحق ورأت نور الهداية، وهي تعيش وسط تعاليم تحفظ للمرأة أنوثتها وكرامتها وحقوقها، حيث أشهرت إسلامها وارتدت الحجاب وهي تعمل الآن في مركز إسلامي ومتخصصة في تعليم القاعدة النورانية، واستثمرت أيام الحج في تدريس السيدات القادمات لأداء الحج في تعليم القاعدة النورانية بالمدينة المنورة، وتحمد الله تعالى، بعد أن منّ على أسرتها اعتناق الإسلام.
المادة كما وردت على موقع صحيفة "الرياض" السعودية (هنا)