مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

كيف نتعامل مع غير المسلمين في أعيادهم؟؟؟

2012.12.21 / 1043

لكل أتباع دين أو شريعة أعياد مختلفة منها ما هو ديني ومنها ما هو قومي ووطني ومنها ما هو على سبيل العادات كيوم الميلاد ويوم الأم وغيره ويتساءل كثير من المسلمين عن ما يجوز له فعله وما لا يجوز في هذه الأعياد خاصة مع غير المسلمين.

ولذلك أفردت هذه المادّة لينتفع بها المسلمون في الغرب ويكون تعاملهم مع غيرهم قائماً على الاحترام المتبادل والبرّ والقسط الذي أوصانا به ربُّ العالمين في قوله: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" سورة الممتحنة 8.

وأعرض المسألة في نقاط محدّدة ليسهل الرجوع إليها مستنداً إلى الأدلّة الشرعية من الكتاب والسنّة وآراء علماء السلف والخلف:

1- أكل طعامهم: يجوز أكل طعام غير المسلمين من أهل الكتاب عموماً ما دام أنه يخلو مما حرّمه الإسلام كلحم الخنزير والخمر وما لم يُذكّى الذكاة الشرعية في الحيوانات التي أجاز الإسلام أكلها،وعليه أن يُسمّي إذا أكل اللحم.

وقد روى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه يهودي إلى خبز شعير وإهالة سنخة، فأجابه عليه الصلاة والسلام.

وقد أجاب النبي عليه الصلاة والسلام دعوة بعض اليهود الذين دعوه للطعام تأليفاً لقلوبهم وبرّاً بجيرتهم أو بحكم تعامله معهم.

2- أكل ما أُعدّ لأعيادهم الدينية وغير الدينية : يجوز له أن يأكل مما ذبحوه بذكاة شرعية في غير الأعياد الدينية وعليه أن يُسمّي قبل أكله.

وبالنّسبة لما ذُبح للأعياد الدينيةفلا يجوز أكله وقد قال ابن تيمية رحمه الله: "وإنما يجوز أن يؤكل من طعام أهل الكتاب في عيدهم بابتياع أو هدية أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد" اقتضاء الصراط المستقيم، أمّا غير ذلك من مأكولات أجازها الإسلام فله أن يأكل ولا حرج فيه.

3- تهنئتهم وحضور مجالس أعيادهم : بالنسبة للأعياد الدينية يكتفي بتهنئتهم دون مشاركتهم استناداً لفتوى المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء وأذكر بعض ما جاء فيها: "وكذلك أجاز التهنئة المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء خاصة إن كانوا غير محاربين، ولخصوصية وضع المسلمين كأقلية في الغرب، وبعد استعراض الأدلة خلص المجلس لما يلي:

لا مانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم، أو المركز الإسلامي بهذه المناسبة، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل على شعار أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام مثل (الصليب) فإن الإسلام ينفي فكرة الصليب ذاتها   (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) النساء: 156، والكلمات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أي إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، إنما هي كلمات مجاملة تعارفها الناس، وبالنّسبة للأعياد غير الدينية يمكنه تهنئتهم ومشاركتهم إذا خلت من المحرّمات في الإسلام.

3- حكم قبول الهدايا منهم: يجوز إهداء غير المسلمين وقبول الهدايا منهم ما دام أنها تخلو ممّا حرّمه الله، وقد ورد عن كثير بن عباس بن عبد المطلب قال: قال عباس شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نُفاثة الجذامي. رواه مسلم ( 1775 ).

كما ورد عن عن أبي حميد الساعدي قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم تبوك وأهدى ملك أيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بُرداً وكتب له ببحرهم. رواه البخاري (2990).

وقد بوب البخاري في صحيحه، كتاب الهبة فقال: باب قبول هدية المشركين (2/922) ومما فيه:

* عن أبي حميد الساعدي قال: أهدى ملك أيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه برداً وكتب إليه ببحرهم - يعني بلدهم.

* عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

* عن أنس رضي الله عنه: "أنّ يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة".

* عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وهو عام في كل هدية.

* "وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ".

ويجوز قبول هداياهم يوم عيدهم ما دام أنها تخلو ممّا حرّمه الله تعالى لقوله في محكم التنزيل : "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الممتحنة/8.

وللأدلّة السابقة التي ذكرناها.ونزيد عليها ما ورد أن المقوقس وملك أيلة أهديا إلى النبي عليه الصلاة والسلام هدايا فقبلها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها.

وروى ابن أبي شيبة أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا أظآرا (جمع ظئر، وهي المرضع) من المجوس، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت: أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم.

وقال شيخ الإسلام بعد ذكر الآثار عن الصحابة: "فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم؛ بل حكمها في العيد وغيره سواء لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم".  (الاقتضاء 2/455 - 555).

كما ورد عن علي ابن أبي طالب: "أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فأعطاه علياً فقال: شققه خُمُراً بين الفواطم". والفواطم هن فاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت أسد وفاطمة بنت حمزة وقيل غير ذلك. مسلم (2071).

هذا والله تعالى أعلم...

اللجنة الشرعية في أوكرانيا

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: