في يوم العِلم العالمي .. الرائد يرعى طاولة مستديرة حول تاريخ ومستقبل التعايش في القرم

_{الطاولة هي الخامسة من نوعها، تجمع علماء ومثقفي القرم}

رعى اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" في أوكرانيا ممثلا بفرعه في إقليم شبه جزيرة القرم فعاليات طاولة مستديرة سنوية خامسة، عقدت يوم الأمس في قاعة الندوات والمؤتمرات بالمركز الثقافي الإسلامية في مدينة سيمفروبل.

وقد عقدت فعاليات الطاولة كعادتها في يوم "العلم" العالمي تحت عنوان (الحوار الحضاري والعلاقات بين فئات القرم)، فحضرها وشارك بها العشرات من علماء القرم وعمداء وأساتذة جامعاتها ومعاهدها، بالإضافة إلى حضور ومشاركة ممثلين عن عدة مؤسسات حكومية واجتماعية وثقافية ودينية.

وقد تضمنت الطاولة استعراض بحوث أعدها مشاركون حول تاريخ التعايش بين فئات الإقليم العرقية والدينية، التي أكدت في مجملها على أنه يعود لمئات السنين، حتى عندما كان المسلمون في الإقليم حكاما، وكان يتبع آنذاك لدولة الخلافة العثمانية في أجزائها الشمالية كولاية.

وبينوا أن ثقافات تلك الفئات اندمجت مع بعضها البعض حتى صارت نسيجا مميزا للإقليم عن غيره من دول ومناطق العالم، كما تميز أتباع تلك الثقافات بحسن التفاهم والتعايش مع بعضهم البعض.

وعلى أساس تاريخ عدوه "مشرقا" أكد العلماء في بحوث على أهمية الحفاظ على روح التعايش الإيجابي في مجتمع القرم، واستئصال الفتن التي تهدده من جذورها، كانتشار الفكر العنصري بين فئة الشباب، وعدم التعامل بجدية مع قضايا أبنائه.

ولعل من أبرز تلك القضايا التي تطرق لها المجتمعون قضية عودة التتار المسلمين بعد استقلال أوكرانيا في العام 1991م، واستعادة حقوقهم وأملاكهم التي سلبت منهم بعد أن هجروا في العام 1944 إبان الحقبة السوفييتية قسرا إلى دول آسيا الوسطى وشمال روسيا، وهي قضية لم تمنى بحل حتى يومنا هذا.

وفي النهاية خرج العلماء المشاركون ببيان وجهوه إلى الجهات المعنية في الإقليم، تضمن جملة من النتائج والنصائح، لتؤخذ مستقبلا بعين الاعتبار في قرارات سلطات القرم، وتسهم بالحفاظ على مجتمعه آمنا مطمئنا لجميع من يعيش فيه.

يذكر أن الرائد يهتم دائما برعاية وتنظيم الفعاليات الثقافية الحضارية، التي تساهم بالحفاظ على وحدة أوكرانيا، وتعزيز روح التفاهم والتعايش بين فئاتها.

_{صورة جماعية تذكارية لبعض المشاركين بفعاليات الطاولة}