الرائد يعقد مؤتمره السنوي الثالث حول الحوار الثقافي الحضاري بين أطياف القرم

استمرارا لجهوده في إطار الحرص على تعزيز روح التفاهم والتعايش بين أطياف إقليم شبه جزيرة القرم العرقية والدينية أمام ما يهددها من توترات ومخاطر، عقد يوم الأمس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" في أوكرانيا مؤتمره السنوي الثالث حول الحوار الثقافي الحضاري وسبل تعزيز العلاقات بين تلك الأطياف.

شارك بتنظيم المؤتمر معهد الاستشراق الأوكراني، وحضره عدد من المفكرين والباحثين وأساتذة جامعات الثقافة والفلسفة والتاريخ وعلم المجتمع، وممثلون عن مؤسسة الرئاسة الأوكرانية وعدة وزارات ومؤسسات عرقية، بالإضافة إلى حضور عدد من ممثلي الطوائف الدينية في الإقليم.

وكان من أبرز الشخصيات التي حضرت وشاركت بفعاليات المؤتمر فلاديمير كازارين نائب ممثل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في الإقليم، وتشولكوفا ليليا رئيسة لجنة الشؤون الدينية في الإقليم، ورفعت تشوباروف نائب رئيس مجلس شعب تتار القرم.

مشاكل وحلول

تناول المؤتمر في نسخته الثالثة عددا من القضايا الملحة المتعلقة بأسباب التوتر القائم بين أطيافه، الذي يظهر بين فترة وأخرى، والمخاطر التي يشكلها هذا التوتر على وحدة لإقليم والتعايش والتفاهم السلميين فيه.

وشدد معظم المشاركين في بحوثهم ومناقشاتهم على أهمية دراسة التجارب التاريخية والدولية للاستفادة منها، وأن حلولا عادلة لقضايا بعض أطيافه العرقية والدينية كفيلة بخفض التوتر، لأن تعليقها سبب له.

ومن أبرز هذه القضايا قضية التتار العائدين من بلاد المهجر بعد الاستقلال في العام 1991، الذين يطالبون حتى اليوم باستعادة بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم التي صودرت منهم قبل تهجيرهم قسرا إبان الحقبة السوفييتية السابقة، أو توزيع أخرى عليهم.

كما شدد المشاركون على أهمية تنسيق العلاقات بين الأعراق والأديان في شبه جزيرة القرم، ودراسة المشاكل الاجتماعية والقانونية التي تعيق التوصل إلى السلم المدني والمصالحة في شبه الجزيرة.

وقد خرج المؤتمر بمجموعة من النتائج والمقترحات التي صاغها المشاركون، لتطبع وتوزع على الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية المعنية بموضوع المؤتمر، وتكون في حسبانها ضمن برامجها ونشاطاتها.