فتحت المواجهات الدامية في قرغيستان ملف وجود أعداد من أتباع الإثنيات العرقية والدينية المنحدرة من أصول أوكرانية فيها، ومعظمهم من تتار القرم المسلمين، الذين هجروا قسرا إبان النظام السوفييتي في القرن الماضي.
وكان النظام السوفييتي قد هجر في العام 1944م مئات الآلاف من التتار قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا بدعوى ضعف الانتماء للنظام، وصادر ودمر معظم أراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم في إقليم القرم جنوب أوكرانيا.
تقول ليليا مسلموفا الناطقة باسم مجلس شعب تتار القرم – أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي في أوكرانيا – إنه لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد التتار في قرغيستان، لكنهم يقدرون بالآلاف.
وتقول أيضا إن الكثيرين منهم عادوا إلى أوكرانيا بعد الاستقلال في 1991، لكن الباقين لم يستطيعوا العودة لأنهم أسسوا عملا وكونوا أسرا في قرغيستان، في حين سيصطدمون بواقع أن عليهم تأسيس حياتهم من جديد في القرم.
وتشير في هذا الإطار إلى أن التتري العائد يصطدم بواقع أن عليه إثبات الأصل للحصول على الجنسية، وأن أملاكه أو أملاك آبائه دمرت أو باتت لغيره (ممن وزعها عليهم السوفييت)، ومطالب استعادتها لا تزال مستمر دون أفق نهاية.
مساعدات عاجلة
وقد أمر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش اليوم بتوجيه مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى حكومة قرغيستان بناء على طلب رسمي قرغيستاني (دون الإعلان عن ماهية المساعدات أو حجمها).
وقالت إحدى موظفات السفارة الأوكرانية في العاصمة بشكيك إن عدة أسر أوكرانية أو أوكرانية الأصل لجأت إلى السفارة لطلب المساعدة بعد حرق منازلها في مناطق المواجهات جنوب قرغيستان.
أما فيما يتعلق بمساعدة أتباع الإثنيات المنحدرة من أصول أوكرانية فقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن الوزارة مستعدة لمنح الجنسية مباشرة "للعشرات" من أتباع الإثنيات الأوكرانية، الذين يريدون العودة والابتعاد عن خطر المواجهات.
لكن مسلموفا قالت إن مجلس تتار القرم يعتبر أن الوزارة غير جادة في نواياها، خاصة وأن أوكرانيي الأصل في قرغيستان أكثر من أن يوصفوا بالعشرات.
وقالت إن المجلس يطالب بخطوات عملية تبدأ بتسجيل السفارة الأوكرانية في بشكيك جميع من ينحدرون من أصول أوكرانية ويملكون ما يثبت ذلك، ثم منحهم الجنسية وتقديم مساعدات مناسبة للمنكوبين منهم، وإيجاد حلول عادلة لقضية عودتهم واستعادة حقوقهم وممكتلكاتهم، بدل حياة الشتات في بلاد المهجر.
المصدر: الجزيرة نت + مركز الرائد الإعلامي