هل ستقف أمريكا مكتوفة الأيدي أمام عودة التقارب الأوكراني الروسي؟

كما هو معلوم فإن مديري جهازي روسيا وأوكرانيا الأمنيين وقعا في 19 مايو الماضي على اتفاقية جديدة للتعاون المشترك، تسمح لمندوبي الاستخبارات الروسية بالعودة إلى قاعدة الأسطول العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم، بعد أن طالبتهم السلطات الأمنية الأوكرانية في عهد الرئيس الأسبق يوتشينكو بمغادرة الأراضي الأوكرانية.

وقد عبر آنذاك المدير الأسبق للجهاز الأمني الأوكراني ناليفايتشينكو وأعضاء قياديون في المعارضة الأوكرانية عن استنكارهم لهذا القرار، زاعمين أن مهمة مندوبي الاستخبارات الروسية هي "القيام بأعمال التخريب وليس صون أمن الأسطول الروسي".

في أثناء ذلك نقلت وكالات أنباء عن مسؤولين غربيين القول إن تقارب أجهزة المخابرات الأوكرانية والروسية يثير قلقهم، لاسيما وأن السلطة الأوكرانية الجديدة أعلنت عن انتهاجها للسياسة الخارجية الجديدة التي لا تتضمن الانتساب إلى عضوية حلف شمال الأطلسي.

وتعليقا على تصريحات قادة أوكرانيا حول رفضهم ضم البلاد إلى أي تكتل دولي قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوكراني أوليغ بيلوروس إن الحياد في هذه الحالة شيء صوري، لأن هناك قاعدة عسكرية بحرية روسية قوية تقع في الأراضي الأوكرانية، ولذلك يحاول الغرب منع جر أوكرانيا إلى "المنطقة الخاضعة للنفوذ الروسي".

وأوردت وسائل الإعلام الأوكرانية قبل أيام معلومات مفادها أن الجهاز الأمني الأوكراني يحول نشاطه المتعلق بمكافحة التجسس من روسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال المحلل السياسي الأوكراني فاليري تشالي لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إنه يتفق مع أصحاب الرأي الذي يقر بأن المسار الروسي يتصدر الأولوية في سياسة أوكرانيا الخارجية، لكنه يرى أن قادة أوكرانيا لا يرون لهم مصلحة في الاعتماد على شريك واحد في مجال السياسة الخارجية، ولهذا فإنهم سيكثفون نشاطهم على المسارات الإستراتيجية الأخرى أيضا.

وقالت "نيزافيسيمايا غازيتا" إن أوساطا مراقبة تنتظر أن تحمل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي يجب أن تصل إلى أوكرانيا في 4 يوليو، مدلولات كبيرة.

المصدر: وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية