مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

الانتخابات الرئاسية تطوي صفحات يوتشينكو

2010.01.21 / 494

استبعد مدير قسم روسيا وروسيا البيضاء بمجلس الأمن القومي الأمريكي صموئيل شارب أن يسير أي من المرشحين للرئاسة الأوكرانية (يوليا تيموشينكو وفيكتور يانكوفيتش) على خطى رئيس البلاد فيكتور يوتشينكو الذي يؤيد الغرب.

وقال شارب في مقاله بمجلة فورين بوليسي الأمريكية إن يوتشينكو أظهر التزامه بتقوية الروابط مع الغرب خلال فترة رئاسته، حيث انضمت بلاده إلى منظمة التجارة العالمية، وحصل على وعد بضمها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما انضمت أوكرانيا بعهد يوتشينكو إلى منتدى الشراكة لدول أوروبا الشرقية التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، وبدأت المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية تجارة حرة بينهما.

لكن تلك الإنجازات ضئيلة أمام إخفاقاته وسوء إدارته وحنثه بوعود قطعها - حسب تعبير الكاتب - مما تسبب بعدم إحراز تقدم نحو الاندماج مع الغرب.

كما أن يوتشينكو فاقم من خلافات أوكرانيا الإقليمية بإجباره سكان المناطق الذين يتكلمون الروسية جنوب وشرق البلاد على استخدام الأوكرانية فضلا عن إصداره مرسوما لتكريم ذكرى الجنود الأوكرانيين الذين حاربوا ضد القوات الروسية بالحرب العالمية الأولى بإعلان تلك المناسبة عطلة وطنية.

ويرى الكاتب أن الأوكرانيين سيركزون في حال فوز أي من تيموشينكو أو يانكوفيتش على إيجاد الوظائف بدلا من التركيز على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والناتو، كما تبين من استطلاعات الرأي.

ولكن كليهما سيحاول إصلاح العلاقات مع روسيا ليس من منطلق الخضوع للكرملين، فقد أثبت يانكوفيتش خلال توليه رئاسة الوزراء فترة وجيزة عامي 2006 و2007 أنه ينتهج سياسات مستقلة عن الأجندة الروسية، فضلا عن المجموعات ذات المصالح الاقتصادية المؤيدة له التي لن تسمح له بإفساد العلاقات مع الغرب الذي يتلقى معظم صادراتها.

وهذا لا يعني – حسب الكاتب - التقليل من أهمية الانتخابات الرئاسية لأن نتائجها ستحسم ميزان القوى السياسية الداخلية المعقدة في ظل وجود برلمان يحد بشكل قوي من سلطات الرئيس، بمعنى أن الأخير الذي يسيطر على البرلمان لا يمكنه ممارسة الحكم.

تداعيات الفوز

وعن تداعيات فوز رئيسة الوزراء الحالية تيموشنكو، فقد رجح شارب حدوث انشقاق بأوساط المعارضة وانضمام عدد من كتلتها البرلمانية إليها مما يوفر لها أغلبية برلمانية متماسكة وصلبة.

وعندها – يتابع الكاتب - يمكن أن تكلف أحد الموالين لها برئاسة الحكومة مما يضمن لها السيطرة على مراكز القوى الثلاثة ووضع حد للتنازع الداخلي الذي شل الحكم، وبعدها سيكون لأول رئيس للبلاد القدرة بعد الثورة البرتقالية على أن يعد بإصلاحات وينفذها.

وبالنسبة للغرب، فقد يكون ذلك بمثابة نعمة كبيرة حيث إن إصلاح الطاقة يعتبر أولوية مفضلة لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ضوء الفساد المستشري في البلاد.

وفي حال انتخاب زعيم المعارضة يانكوفيتش رئيسا، فإن الوضع سيكون مختلفا لأنه سيواجه برلمانا لا غالبية له فيه مع احتمال التعايش مع تيموشينكو كرئيسة للوزراء.

وحتى لو أنه حل البرلمان ودعا إلى انتخابات جديدة، فلا يوجد ما يضمن له سيطرة على البرلمان الجديد مما يعني عدم تغير الوضع المضطرب بالسياسات المحلية والذي ميز السنوات الخمس الماضية.

ولذلك – يخلص شارب - فإن أفضل ما يمكن للغرب أن يأمله هو أن تسفر الانتخابات القادمة عن رئيس يمكنه ممارسة الحكم بسلاسة وقيام دولة أوكرانية فاعلة.

المصدر: فورين بوليسي

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: