دور هام تلعبه أصوات مسلمي البلاد في الانتخابات المقبلة، و"الرائد" و"أمّة" يدعوان لمشاركة فاعلة

تلعب أصوات المسلمين في أوكرانيا (وعددهم يقارب المليونين من أصل 46 مليونا) دورا هاما في الانتخابات المقبلة، وهذا ما يفسر دعوة عدة مرشحين تتار إقليم شبه جزيرة القرم (أكبر تجمع للمسلمين في البلاد، يبلغ تعدادهم نحو نصف مليون نسمة) إلى التصويت لصالحهم في الانتخابات المقبلة يوم الأحد، في السابع عشر من الشهر الجاري.

فالرئيس الحالي فيكتور يوتشينكو زار مع انطلاقة الحملات الانتخابية قبل أسابيع مجلس شعب تتار القرم (وهو أكبر مؤسسة تترية ذات طابع سياسي في أوكرانيا) وكذلك ضريح ضحايا تهجير التتار في العام 1944 طلبا لدعم التتار له بأصواتهم، كما توجهت رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو إلى المجلس برسالة، دعته من خلالها إلى دعم ترشحها، متعهدة بتحقيق آمالهم باستعادة ممتلكاتهم وأراضيهم التي سلبت منهم من قبل النظام السوفييتي بعيد التهجير، بينما يعول مرشح حزب الأقاليم وزعيم المعارضة يانوكوفيتش على أصوات تتار كازان المسلمين (وعددهم لا يتجاوز 80 ألفا) في مسقط رأسه في إقليم الدونباس المتاخم للحدود مع روسيا.

في حديث مع مركز الرائد الإعلامي ليليا مسليموفا المتحدثة باسم المجلس إن المجلس يرفض أن يحدد مرشحا ليدعمه التتار دون غيره، لكنه يدعو التتار جميعا، بما فيهم تتار القرم وتتار كازان في إقليم الدونباس إلى التصويت لصالح المرشحين ذوي الميول الغربية، لأن التجربة أثبتت عدم اكتراث الموالين لموسكو قبل العام 2004 بقضايا التتار، بينما شعر التتار بتحسن وانفراج على مشاكلهم وهمومهم بعد الثورة البرتقالية التي أوصلت الموالين للغرب إلى سدة الحكم، وإن كان ضيقا.

حث على المشاركة

وقد دعا كل من اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة" مسلمي البلاد إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم من خلال المشاركة الإيجابية الفاعلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأصدر الاتحاد والإدارة بيانا مشتركا اليوم بهذا الشأن، دعا مسلمين البلاد إلى منح أصواتهم لمن يرون أنه أقدر على النهوض بالمجتمع والعمل لصالحه - دون أن يحدد أحدا من المرشحين، معتبرا أن مستقبل البلاد يعتمد على أصوات مواطنيها جميعا.

وجاء في البيان أن مسلمي أوكرانيا كغيرهم من المواطنين يتطلعون إلى استقرار قريب يشمل جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، داعين الفائز إلى العمل لصالح تعزيز الحريات ولغات التفاهم والتعايش السلمي الحضاري بين فئات المجتمع العرقية والدينية بما يحقق دوام وحدته وتقدمه، ومتمنين أن تترك القيادة المقبلة جدل الخلافات، وتعير جل اهتمامها لرفع مستوى الفرد ودعم الأسرة التي تعتبر بمثابة نواة المجتمع.

وفي حديث مع مركز الرائد الإعلامي قال إيغور كربيشين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة" إننا جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، لذلك يتوجب عليهم أن نكون أول من يشارك بدفع عجلة أي تجديد وتطور فيه، ولا نريد أن نعزل أنفسنا كما يفعل البعض من مسلمين وغيرهم من خلال انتقاد المسؤولين أو التشكيك بأهدافهم ونواياهم، علينا أن نحيي الأمل في نفوسنا ومجتمعنا بالتغيير نحو الأفضل.

يذكر أن معظم مسلمي أوكرانيا (من تتار وأوكران وغيرهم من حملة الجنسية الأوكرانية) صوتوا في العام 2004 لصالح زعيم الثورة البرتقالية يوتشينكو، وبحسب استطلاعات الرأي فإن غالبية المسلمين ستصوت لصالح رئيسة الوزراء الحالية يوليا تيموشينكو في انتخابات 2010، كونها أبرز مرشح رئاسي غربي الميول.

مركز الرائد الإعلامي