أنت هنا
إضافة تعليق
الشيخ شفيق كستيرو - إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في مدينة أوديسا
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183.
وقال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) صحيح البخاري.
إنني في هذا الشهر الكريم أنتهز الفرصة لبيان بعض أحكام خاصة قد لا نغفل عنها ولا ننساها، لكنها من بابا التذكرة حتى يكون صومنا وفق ما أراد الله وعلى النهج الذي خطه رسوله محمد عليه السلام.
- أذكركم إخواني بداية بأن شهر رمضان هو شهر القرآن، فقد كان السلف رضوان الله عليهم (إذا جاءَ رمَضان ترَكوا الحديثَ وتفرَّغوا لقراءةِ القرآنِ).
- كما أذكركم بأنه شهر الجود والعطاء والبذل، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حيث يلقاه جبريلُ فيدارسه القرآن، فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يلقَاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الرّيح المرسلة.
- وفي الصحيحَين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن صام رمَضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه، وأنّ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه، وأنّ من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه) متفق عليه.
- (ورمضانُ إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر) صحيح الإمام مسلم.
- (إذا جاء رمضانُ فتِّحَت أبواب الجنة وغلِّقَت أبواب النار وصفِّدَت الشياطين) صحيح الإمام مسلم.
الصيام الحقيقي
معنى الصيام الذي يريده الله متحقق في حديث قدسي فقد قال الله عزّ وجلّ في الحديث القدسي: (كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم، فإنه لي وأنا أجزِي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل: إني امرُؤ صائم. والذي نفس محمّد بيده، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح بفطره، وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه) متفق عليه.
أحكام مختارة
1. يحرُم صومِ يومِ الشّكِّ (وهو اليوم الذي يسبق شهر رمضان يصومنه الناس احتياطا لدخول الشهر) على الصحيح من أقوال أهلِ العلم، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبي عليه السلام قال: (لا يتقدّمنّ أحدُكم رمضانَ بصومِ يومٍ أو يومين إلاّ أن يكونَ رجلٌ كان يصوم صومًا فليصُم ذلك اليوم) متفق عليه.
2. تشترط النية للصوم وتكون عن كل يوم في صيام الفريضة على قول أكثر أهل العلم واكتفى بعضهم بنية واحدة في أول ليلة من رمضان عن الشهر كله.
يقول الشيخ عطية صقر ـ رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ـ سابقا: النية للصوم لا بد منها، ولا يصح بدونها، وقتها من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
روى أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له).
3. المطالب بالصّوم هو المسلم البالِغ العاقِل القادِر المقيمُ.
4.يباح للمريض أن يفطر (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
وهنا أشير إلى أنه:
• هناك المريض العاجِز بصِفَةٍ دائمة فهؤلاء يفطرون ولا قضاءَ عليهم، بل عليهم أن يطعِموا عن كلِّ يوم مسكينًا.
• المريض الذي مرضُه ليس بالأمراضِ المستمرَّة يجِب عليه أن يفطرَ ويقضيَ أيّامًا أخر.
• المرأةُ الحامِل والمرضع إذا خافَت من ألَم الصّوم ولم تتمَكّن منَ الصّوم في حملِها أو إرضاعِها جازَ لها الفِطر والقضاء، فإن كان الأمر متعلِّقًا بذاتِ الجنين قضَت وأطعمت، وإن كان متعلِّقا بذاتها قضَت ولا شيءَ عليها.
خاتمة
أسأل الله تعالى أن يكون هذا الشهر بمثابة محطة للتزود فيها من خيرات هذا الشهر، فالسفر طويل وشاق، وزادنا قليل، فيا باغي الخير أقبل، وقد أقبل عليك شهر الخير.
أحدث التعليقات