أنت هنا
إضافة تعليق
في ظل غياب شبه تام لأي مؤسسات تعليمية خاصة بهم، تزداد يوما بعديوم وعاما بعد آخر معاناة الجالية العربية والإسلامية في أوكرانيا مع ازديادأعدادها وظهور أجيال جديدة فيها.
هاجسا الثقافة واللغة باتا يؤرقان الجالية التي يبلغ تعدادها قرابة السبعين ألفا في العاصمة كييف وحدها، خصوصا وأن أفق إنشاء مدارس ومؤسساتتعليمية ثقافية خاصة بهم وبأبناءهم لا يزال بعيدا على ما يبدو.
ولا تقتصر هذه المعاناة على الجالية وأبناءها فحسب، بل تتعداها لتشمل أيضا مسلمي البلاد المحليين، خاصة في إقليم شبه جزيرة القرم حيث يعيش مئات الألوف من التتار، مفتقرين إلى وجود مدارس ومؤسسات أو حتى مناهج تعليمية خاصة بهم وبأبنائهم كمسلمين في معظم مدن الإقليم، بعد أن صودرت ودمرت معظم مراكزهم ومؤسساتهم التعليمية إبان الحقبة السوفياتية للبلاد، وتحول عدد كبير منها إلى مؤسسات حكومية ومتاحف وغير ذلك.
وفي ظل هذه المعاناة يجد مسلمو أوكرانيا وأبناء الجالية في فصل الصيف وعطلتهمتنفسا لهم وفرصة تربطهم بهويتهم وثقافتهم، وذلك من خلال البرامج الصيفية التي تقيمها المراكز الثقافية الإسلامية في كبريات المدن كالعاصمة كييف وأوديسا وخاركوف ودونيتسك وسيمفيروبل، حيث يتواجد المسلمون وأبناء الجالية بكثرة.
وتستمر هذه البرامج على مدار شهور الصيف من كل عام، وتتضمن دروسا في اللغة العربية والتربية الإسلامية للأبناء، ومحاضرات علمية وثقافية ودينية متنوعة للآباء، إضافة إلى نشاطات رياضية وترفيهية متنوعة من رحلات ومسابقات وغيرها.
كما تتضمن إقامة مخيمات لأيتام المسلمين في القرم وعددهم يناهز الثمانمائة يتيما تقريبا، وتوزيع المستحقات المالية الشهرية عليهم وعلى أسرهم، بالتعاون معأهل الخير والجمعيات الإسلامية الخيرية من داخل أوكرانيا وخارجها.
وبالإضافة إلى ذلك تعد هذه البرامج سبيلا إلى تقوية الروابط وتعزيزها بين أفراد وأسر مسلمي أوكرانيا والجالية، حيث تشارك فيها عشرات الأسر ومئات الأشخاص من دول مختلفة عربية وإسلامية، وهي فرصة أيضا لبحث القضايا والاهتمامات المشتركة فيما بينهم.
برامج العام الحالي الصيفية تميزت عن سابقاتها بإقبال كبير من الأسر على تسجيل أبنائها، بمعدل قارب الضعف عما كان عليه في العام الماضي، وحولها قال الدكتور إسماعيل القاضي رئيس الاتحاد (الذي يشرف على جميع المراكز الإسلامية في أوكرانيا): "نحاول من خلال هذه البرامج أن نستثمر فترة عطلة الصيف بربط مسلمي أوكرانيا وأبناء الجالية وخاصة أطفالهم بلغتهم وثقافتهم الإسلامية وحفظها وحصانتها من الضياع، وكذلك الحرص على الاندماج الإيجابي في المجتمع الأوكراني وعدم الذوبان السلبي فيه، بسبب الافتقار إلى وجود مؤسسات متخصصة في أوكرانيا ترعى هذه الجوانب الهامة في حياتهم كمسلمين".
وأضاف القاضي أنه غياب هذه المؤسسات التعليمية الخاصة بالمسلمين عن الساحة الأوكرانية في ظل تعاظم حجم وجود المسلمين وأبناء الجالية في السنوات القليلة الماضية، وظهور الجيل الجديد من أبناءها يزيد من أهمية وجودها وخطورة غيابها على اللغة والثقافة والهوية.
ورغم إقبال الجالية وإعجابها بتلك البرامج والمخيمات وما تتضمنه إلا أنها لا تخفي قلقها من حقيقة مرحلية هذه البرامج وافتقادها إلى المناهج المتخصصة والكفاءات، حيث أنها تعتمد على اجتهادات وجهود أعضاء المراكز والعاملين فيها وغالبيتهم من المتطوعين، كما أنها لا تستطيع استيعاب جميع أبناء الجالية، وهذا ما عبر عنه عدد من آباء وأمهات بعض الأطفال المشاركين في برامج العام الحالي الصيفية للرائد، متمنين أن يفرج الله عنهم هذا الهم والهاجس الدائم، وأن يمن عليهم بمدارس خاصة لأبنائهم، كما في معظم دول الغرب الأوروبي وأمريكا.
مركز الرائد الإعلامي
أحدث التعليقات