أنت هنا
إضافة تعليق
ليس بجميل أن ينادى منادى الحق -تبارك وتعالى- وقد جاء رمضان: "يا باغى الشر أقصر، ويا باغى الخير هلم"؛ فلا يبادر المسلمون إلى الإجابة، ولا يسارعون إلى تلبية الداعى البر الرحيم.
إنه شهر مناجاة وروحانية؛ ولهذا أوثر أن تخلو بنفسك وتستجوب أصداء حسك فى خلوة من ليل أو نهار؛ فتسأل نفسك عن واجبها نحو ربها ودينها وأسرتها وأمتها ووطنها وقرابتها، وإلى أى حد قامت بشعب هذه الواجبات وفروعها، وثق بأنك ستفهم عن نفسك فى هذه الخلوة الربانية أكثر مما تفهم عنى، ولو كتبت لك أضعاف هذه الصفحات،
وثق يا أخي في الله أن العلم الصحيح إنما ينبع من الروح، ويفيض من القلب، ويتفجر من جوانب النفوس الزكية المشرقة؛ فكن عبدًا ربانيًّا معلَّق القلب بالله؛ تره يملأ نفسك بهجة وسعادة، والله ولى توفيقنا وتوفيقك إلى ما يحبه ويرضاه.
***************
كيف نستعدُ لشهر رمضان المبارك كما ينبغي؟
• أحبابنا في الله... الكل يستعد لرمضان...
فهل استعددتَ أنت لرمضان ؟
لتعلم جيداً أخي الحبيب أنه على قَدْر ما فى رمضان من الخير الذى لا يُحصَى فإنفيه أيضاً من الخطر.. ما يجعلك تكثف جهودك للاستعداد جِدِّيَاً لهذا الشهرالكريم.
ويَكْفِيكَ في ذلك المعنى...هذا الحديث الخطير:(فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللهعليه وسلم صعد المِنبَر فقال (آمين آمين آمين)، قيل يا رسول الله إنك صعدتَ المنبرفقلتَ (آمين آمين آمين)، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يُغفَر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلتُ آمين). (انظرصحيح الترغيب والترهيب: 997).
لذلك كان لابد أنْ تُصلِحَ علاقتك بالله قبل أنْ تدخل رمضان:
لأن رمضانَ فتحٌ من الله (ليس أيُّ أحَد يَنال هذاالفتح)، فلابد أنْ يكون بينك وبين اللهِ علاقة طيبة فى فعل الطاعات واجتناب المعاصى حتى يَفتحَ عليك بسببها فى رمضان.
والسؤال الآن... كيفتُ صلِحُ علاقتك بالله ؟
أولاً:لابد من وجود ملتقيات إيمانية قبل رمضان لتتدرب فيها قدرَ ما تستطيع، حتى إذا جاء رمضان حصدتَ الثواب حَصداً بإذن الله، وأُعتِقتَ من النار فى أول ليلة بإذن الله، وخرجتَ من رمضان لأول مرة... إنسان جديد.
ولذلك... هيا بنا الآن لنتعرف على هذه الملتقيات الإيمانية:
1- ملتقى الصيام: فى كل رمضان يَضِيع النهار بدون طاعة جِدِّيَة من (قراءة قرآن أو أذكار أو خشوع فى الصلاة أودعاء أو...)، وذلك بسبب مَشَقَة الصيام، وكذلك يَضِيع ليل رمضان بسبب مشاكل الإفطار، فلذلك لابد أنْ تُعَوِّد جسدك من الآن على صيام يومَي الاثنين والخميس،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم:
(إن الأعمالَ تُرفَعُ يوم الاثنين والخميس فأحب أنْيُرفَعَ عملي وأنا صائم) (انظرصحيح الجامع:1583)، وكذلك صيام (13 و14 و15) من الشهرالعربى فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم عنهم: (صيامُ ثلاثة أيام من كل شهر صيامُالدَهر وإفطارُه) (انظر صحيح الجامع: 3848)، وذلك حتى لا تَقِل عبادتك فى رمضان أثناء النهار.
2- الدعاء:من الآن اجعل لك دُعاءً تَلزَمُهُ على لسانك طوال رجب وشعبان وهو:
(اللهم بَلِغنا رمضان واجعلنا فيه من الفائزين)، لعلك توافق ساعة إجابة فتفوز فوزاً عظيماً.
3- القيام: هذا يحتاج إلى استعدادٍ خاص قبل رمضان، لأنك لابد أنْ تُعَوِّد نفسك على القيام ولو بنصف ساعة كل ليلة، حتى تدخل رمضان وأنت مُعتاد القيام، فتستطيعَ أنْ تعيش كلمة: (إيماناًواحتساباً) التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم شرطاً لمغفرة ما تقدم من ذنبك حينما قال: (مَن قامَ رمضان إيماناً واحتسابا غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبه).
وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بقياما لليل فإنه دأبُ الصالحين قبلكم، وقُربَةٌ إلى ربكم، ومَكْفَرَة للسيئات، ومَنهَاةٌعن الإثم(أي ينهى الإنسان عن المَعَاصِي) ((انظر صحيح الترغيب والترهيب: 624)،
وقال أيضاً: (مَن قامَ بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتِبَ من القانتين، ومَن قام بألف آية كُتِبَ من المُقنطِرين)(انظرصحيح الجامع: 6439).
ومعنى المُقنطِرين:أي الذين جاءوا بقناطير من الحسنات، (والألف آية) مثل أنْ تقرأ في صلاةالقيام بـ:
(جزء تبارك + جزء عم + 5 آيات من أي سورة) (من الممكن أنْ تُكرر سورة الناس مرتين).
ومعنى القانتين:أي الطائعين المُنقادِين، والمائة آية مثل أنْ تقرأ سورة الواقعة (وهي 96 آية) فتُقسِمَها على عدد ركعات صلاتك، ثم تقرأ في آخر ركعة بـ (قل هو الله أحد) (وهي 4 آيات).
4. الدَعوَة إلى الله: أنْ تهتم بصديق واحد فقط - (وأنتي تهتمين بصديقة واحدة فقط) - تتصل به قبل كل درس لتصحبه معك، وتشجعه على الصيام والقيام، وتشجعه على تطبيق ما فى هذه الورقة من الخير، وستراهُ في آخر رمضان بإذن الله تعالى وقد انبعث النور من وجهه، فساعتَهَا ستسجد شُكرَاً لله تعالى أنْ جعلك سبباً لهداية هذا الشاب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأِن يَهدِيَ اللهُ بك رَجُلاً واحداً خير لك من أنْ يكون لك حُمُرُالنَعَم)(متفق عليه)، وقال أيضاً: (مَن دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعلِه) (رواهمسلم 5007).
5- طلب العلم: قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ (يوسف 108) أى: على علم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن سلك طريقاً يلتمِسُ فيه عِلماً سَهَّلَ الله له طريقاً إلى الجنة) (انظر صحيح سنن ابن ماجة: 223)، فلذلك ينبغي من الآن أنْ تتعلم الأحكام الفِقهيَّة للصيام حتى تعبُدَ اللهَ على بَصِيرة.
6- إصلاح القلوب: هل ستدخل رمضان بقلبك هذا وهو مُحَمَّل بذنوب 11 شهر كاملة ؟!
مطلوب منك أنْ تدخل رمضان بقلب جديد،ولكن كيف ذلك ؟
أولاً:لابدمن الدعاء بتضرع إلى الله تعالى بأنْ يُصلِحَ قلبك، فإن القلوب في يده سبحانه وتعالى.
ثانيا:لابد من توحيدغِذاء القلب، فأنت حينما تعمل طاعة معينة ثم تتبعها بمعصية فكأنك تعطى قلبك دواءً ثم تعطى له سُمَّاً فيَفسَدُ القلبُ بهذا، ولذلك لابد أنْ توحد غذاء قلبك بالطاعة فقط، وأنْ تحافظ عليه قدر المُستَطاع من المعصية، لأن المعصية تترك أثراً في القلب،فلابد أنْ تقاوم أي شهوة أو حب دنيا أو أي شيئ يقترب من قلبك ليُفسِدَه.
ثالثاً:عليك أنْ تكثرمن ذِكر الله تعالى فهو خيرُ مُعِين على إصلاح القلوب، فقد قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾ (الأحزاب 41)، وقال حكايةً عن المنافقين: ﴿يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّقَلِيلاً﴾ (النساء 142)، فالذكر الكثير براءة للقلب من النفاق.
7- مُعَسكَر الصلاة:يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]، فدعونا أيها الأحبة نتسائلُ بصدق:(هل صلاتُنا هذه تنهانا عن الفحشاء والمنكر)؟
الجواب:(بالطبع لا)، بدليل أننا مازلنا مُنغَمِسِين في الذنوب والمعاصي،فما السببإذن؟
السبب أننا لم نتعلم كيف نُصلى الصلاة التي يحبها ربُنا ويَرضاها، حتى تنهانا هذه الصلاة عن الفحشاء والمنكر، وحتى تصلح بها قلوبناوأخلاقنا، فيَصلُح بذلك رمضان كله بإذن الله تعالى.
فلابدأنْ تجاهد من الآن فيأنْ تصحح صلاتك... فإنها كافية لتغيير كل شئ فى حياتك.. واعلم أنه إذا ذهب (10 أيام) فى رجب أو شعبان فى محاولة الخشوع...خيرٌ من أنْتذهب هذه الأيام فى رمضان (فدقائق رمضان غالية).
وهناك نصيحة مهمة جداً جد اًفى الصلاة ينبغى أنْ تعمل بها..ألا وهى التلبية الفورية عند سماع الأذان (بمعنىأنك أول ما تسمع كلمة: (الله اكبر) لابد أن تقطع دُنياك، وأنْ تُسرع بتلبية أمر ربك تبارك وتعالى (فلَيْسَ اللهُ تعالى هو الذي يُقالُ له: (انتظِر قليلاً) أو(سآتي إليك بعد 5 دقائق، أو عند الإقامة)، فاللهُ تعالى أغنَى وأعَزّ مِنْ أنْ يُقالَ لهُذلك، ولذلك كان هذا هو الابتلاء الحقيقى للعبد (لأن اللهُ تبارك وتعالى يمتحنُك بهذاالنداء خمس مرات يومياً:هل ستتركُ الدنيا مِن أجلِهِ أم لا ؟)،
طبعاً إلا إذا كان هناك عُذر شرعي (كحضور الطعام وأنت محتاجٌ إليه، ومُدَافعة البَول والغائط، والمرض،وغير ذلك من الأعذار المُبيحة لِتَرك الجماعة).
•فإذاأسرعتَ بتلبية أمر ربك فإنك ستحصل على هذا الخير الكثير:
(صلاة السُنّة القَبلية للصلاة، والدعاء الذى لايَرُدّهُ الله بين الأذان والإقامة، والاستعداد القلبى للخشوع)، وكذلك إدراك الصف الأول الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم:
(لو تعلمون ما فى الصف الأول ما كانت إلاقرعَة)(انظر صحيح الجامع: 5264)، وأيضاً إدراك تكبيرة الإحرام التى قال عنها النبى(صلى الله عليه وسلم): (مَن صَلّى لله أربعين يوماً في جماعة يُدركُ فيها التكبيرة الأولى كُتِبَ له براءتان.. براءة من النار، وبراءة من النفاق)(انظر صحيح الجامع:6365).
8. مائدة القرآن (تلاوة – تدبر –عمل):
قال النبى (صلى الله عليه وسلم): (اقرأوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)(رواه مسلم 1910)، وقال أيضاً: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا اقول (اّلمٓ) حرف، ولكن ألِفٌحرف، ولامٌ حرف، ومِيمٌ حرف)(انظر صحيح الجامع: 6469).
ولكن لابد أنْ تعلم جيداً أن الأمر ليس مقتصراً على التلاوة باللسان وفقط، ولكن لابد أيضاً من أنْ تتدبر القرآن، كما قال تعالى: ﴿أَفَلَايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]،وقال أيضاً: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[ص: 29].
فاللهُ تعالى وصف القرآن بأنه كِتابٌ مُبَارك، ثموَضّحَ الطريق الذي تَحصُلُ به بَرَكَة هذا الكتاب ألا وهو التدبر، والتدبر هوالفَهمُ لما يُتلَى من القرآن، مع حضور القلب (التركيز)، وخشوع الجوارح،والعمل بمُقتضاه.
لذلك كانلابد - بعد تدبر القرآن - من العمل بما فيه، والتَخَلُق بآدابه، كما قالتعالى:
﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأنعام: 155] وقد قال عبدُاللهِ بن مَسعود رضي الله عنه: (كان الرجل منا إذا تعلم عشرَ الآيات لم يتجاوزهُنّ حتى يَعرف معانِيهن والعمل بهن).
وعلى هذا فإذا أردنا أنْ نسلك أقربَ طريق يوصلنا إلى الله تعالى وبأقل جهد فلنبدأ اولاً بالقرآن.
وحتى يتم ذلك بخطوات عملية واقعية كان لابد من المشروع التالى:
1-اجعل معك مُصحَفاً صغيراً لا يفارقك أبداً، وضع في جَيبك (قلم رُصاص).
2-ابدأ في تلاوة الوِرْد اليومي (جزء أونصف جزء) بتركيز شديد (قدر المستطاع)، ولا تتجاوز أي آية إلا بعد أنْ تتدبرها (وإنْلم تتمكن من تدبر الآية إلا بتكرارها فكَرِّرْهَا).
3-ضع علامة خفيفة بالقلم الرصاص على رقم الآية التي لا تستطيع أنْ تفهم معناها، وعندما تذهبللبيت عليك أنْ تقرأ تفسير هذه الآيات ..
4-حاول أثناء قراءتك في الورْد اليومي أنْ تستخرج الآيات التي فيها الوصايا العملية والأخلاقية(من أمرٍ ونهيٍ وإرشاد)، ثم اجتهد في تنفيذها.
ثانياً:لابد أن تعلم هذه السُنن الهامة من سُنن معاملة الله،وأنْ تطبقها في حياتك:
1- على قدْر مقام الله عندك... على قدْر مقامِك عند الله:(فإن موسى عليهالسلام عندما قال:
﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَرَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه: 84] قال له الله: ﴿يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ﴾ [الأعراف: 144] (يعني على قدرما تستقيم فى رجب وشعبان...على قدر ما يفتحُ اللهُ عليك فى رمضان).
2 - مَن جعل هَمَّهُ هو الله...كَفاهُ اللهُ هَمَّ كُلَّ شئ: فقد قال النبى (صلى الله عليه وسلم): (مَن كانت الآخرةُهَمَّه جعل اللهُ غِنَاهُ في قلبه وجمع له شَمْلَه وأتته الدنيا وهي راغِمة، ومنكانت الدنيا هَمَّهُ جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنياإلا ما قُدِّرَ له)(انظر صحيح الجامع: 6510).
فلذلكلابد أنْ تجعلَ لكهَمٌّاً واحداً فقط وهو:(إرضاء الله)حتى يَكفيَكَ الله كل الهُموم الأخرى.
3- لا تلتفت عن الله... فيلتفت اللهُعنك:قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُواأَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف: 5]، فعندما يلتفت قلبك عن الله إلىدنيا أو شهوة أو أي شئ يعطله عن الوصول إليه، فإن العقوبة أول ماتنزل فإنها تنزل على القلب، قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ [الكهف: 28] فعندما تنزل الغفلة على القلب ستشعر أن همك - الذي جعلته الوصول لإرضاء الله - قد تغيَّرَ وصارَ هَمَّاً آخراً (فانتبه).
4- لاتُفضِلْ شيئاً على الله... فيعذبك الله به:
قال تعالى: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 68].
5- لا تُبَدِلْ...فيُبَدِل اللهُعليك:(قال تعالى حكايةً عن بني إسرائيل): ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَلَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَاكَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [البقرة: 59]، فاللهُ تعالى وَضّح أنه أرسل عليهم العذاب من السماء، وذلك لأننِعَمَ اللهِ التي جاءت لهم كانت من السماء مثل (المَنّ - السَلوَى - الغمام (وهوالسحاب الذى كان يظلهم))، فلما بَدَّلُوا تعاليمَ اللهِ وعَصَوا أمرَهُ، بَدّلَاللهُ عليهم، فأصبح مَصدَرُ الأمانِ هو مَصدَرُ الخوف، ومَصدَرُ الغِنَى هو مَصدَُالفقر، ومَصدَرُ النعيم هو مَصدَرُ العذاب.
ونجد عكس هذه السُنّة في قولِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًارَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70]، فكما سَتُبدل للأحسن فإن الله تعالى سيجعلك لاتشعر بالندم على أي لحظة مَرّت عليك وأنت بعيدٌ عنه، (يعني على قدر ما تبَدِّل فيرجب وشعبان للأحسن..على قدر ما يكونُ رمضان القادم أحسن رمضان يَمُرُّعليك).
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أحدث التعليقات