أنت هنا
إضافة تعليق
حرصا منه على التواصل مع جميع النخب المؤثرة في المجتمع، رعى الاتحاد فعاليات نسخة العام 2013 من الطاولة المستديرة التي يدور موضوعها سنويا حول "العلاقات بين فئات القرم العرقية والدينية"، التي نظمت قبل أيام في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل.
وتتميز الطاولة عن غيرها من الفعاليات بأن معظم المشاركين والمتحاورين فيها هم من علماء من القرم وعدة أقاليم ومدن أوكرانية أخرى، في مختلف المجالات الدينية والفلسفية والاجتماعية والحقوقية وغيرها، ولذلك فهي تقام سنويا فيا يعرف محليا بـ"يوم العلماء الأوكرانيين" الذي يوافق 4 حزيران/يونيو من كل عام.
وتأتي أهمية الطاولة من موضوعها، الذي يهدف إلى رفع مظاهر التوتر القائمة بين بعض فئات المجتمع القرمي، والتي تتكرر بين حين وآخر، بسبب ما خلفته الحقبة السوفيتية من آثار أضرت ببعض الفئات وخدمت أخرى، ومن أبرزها الأثر الذي تركه تهجير التتار المسلمين ومصادرة ممتلكاتهم.
د. محمد طه رئيس مكتب الاتحاد في القرم قال في كلمة افتتاحية إن الرائد سعيد بالتواصل الدائم مع العلماء، وهذه السعادة تنبع من حقيقة أن أدوارهم كبيرة وعميقة الأثر في المجتمع الأوكراني عموما، وفي مجتمع القرم على وجه الخصوص.
وأكد أن الرائد يضع من أولوياته الشراكة مع العلماء وجميع النخب المؤثرة، للحفاظ على وحدة المجتمع وتعايش فئاته ومحاربة آفاته ومشاكله، حفاظا على جمال فسيفسائه النادرة في العالم.
وبدوره أشاد حيدر بولاتف رئيس مركز الدراسات العلمية في القرم بالرائد، مشيرا إلى أنه المؤسسة الوحيدة التي تدعم العلماء وجهودهم الرامية إلى ما فيه خير ومصلحة المجتمع.
تعايش فبناء
نسخة الطاولة لعام 2013 لم تختلف كثيرا عن سابقاتها، لكنها تميزت بتعاظم رغبة المشاركين في الحوار، وتوحدهم جميعا حول قاعدة "التعايش للبناء"، كما وصفوها.
وفي هذا الإطار أكدوا أن بناء المجتمع متعدد الثقافات لا يتم إلى بتعايش أبنائه سلميا، والتقائهم على أسس المصالح الوطنية المشتركة، ولذلك فإن الترفع عن الخلافات في الحاضر ضروري لبناء المستقبل.
وبالتطرق إلى الخلافات دعا المشاركون رموز المجتمع إلى الحوار، وخاصة تلك التي تمثل كبريات فئاته العرقية والدينية، كالروسية والتترية والأوكرانية، لحل الخلافات وتدارس الحلول ثم معالجتها معا.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ سيران عريفوف رئيس الهيئة التشريعية في الاتحاد أن الإسلام دين يستوعب الجميع دون إقصاء، ويدافع عن حقوق غير المسلمين كما يدافع عن حقوق المسلمين، فهو دين عدل لا يقبل الظلم، ولا ينتهك الحقوق والحريات، مؤكدا أن الإسلام دين يمثل عنوانا للاستقرار في القرم.
وسطية الإسلام
ومن خلال مادته حول "وسطية الإسلام" لفت عريفوف إلى أن الإسلام دين لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا خوف ولا إرهاب، ولا ميوعة ولا تطرف. كما أنه دين يوجب على أبنائه العمل لمصلحة الوطن، حتى وإن معظم أبنائه من غير المسلمين، انطلاقا من قيمة الإيجابية التي يحث عليها.
وفي سياق متصل، شدد الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا، ورئيس مركز الدراسات والبحوث الإسلامية في العاصمة كييف، شدد على أهمية نشر الوسطية كأصل متأصل للدين، يحصنه ويحصن المسلمين من أي انحراف عن جادة الصواب.
هذا وقد اختتم المؤتمر برفع جملة من التوصيات إلى دوائر الدولة المعنية، وبتقديم هدايا رمزية تكريمية إلى العلماء المشاركين بمناسبة يومهم، وسط مشاعر جمعت بين سعادة اللقاء، والأمل بمستقبل أفضل للقرم.
أحدث التعليقات