إضافة تعليق

تحت رعاية اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وبالتعاون والتنسيق مع اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، أقيمت دورة فريدة من نوعها لتأهيل وتدريب وتطوير عمل أعضاء الاتحاد في مجال "مهارات العمل الثقافي المجتمعي".

حضر الدورة التي أقيمت في قاعة الندوات والمؤتمرات بالمركز الثقافي الإسلامي في العاصمة كييف يوم السبت والأحد الماضيين، حضرا نحو 40 شخصا، مثلوا مكاتب وأقسام ومؤسسات الاتحاد، وعدة مراكز وجمعيات تابعة في معظم المدن الأوكرانية.

وقد هدفت الدورة إلى الارتقاء بالحاضرين في مجال العمل الثقافي المجتمعي، انطلاقا من العمل مع الذات، ثم مع المسلمين وغيرهم من مرتادي المقرات، وانتهاء بالعمل مع مختلف شرائح المجتمع خارجها، بما يحقق تعزيز مواطنة المسلمين، وحجم تأثيرهم الثقافي والخدمي في المجتمع.

ثقافة الإسلام

وقد شددت محاضرات الدورة على أهمية التزام الأعضاء قبل غيرهم بوسطية الإسلام وسماحته، على اعتبار أنها حصانة لهم وللمسلمين من التطرف والغلو والتعصب أو حتى التساهل، وأنهم (الأعضاء) مرآة تعكس حقيقة الإسلام، وترسخ قيمه وأخلاقه النبيلة لدى المسلمين وغيرهم.

كما شددت على أهمية أن يرتقي الأعضاء بثقافتهم الإسلامية من منابعها الصافية (القرآن والسنة)، ومن كتب خيرة العلماء والمفكرين، دون الانشغال بالخلافات التي تشرخ الأمة وتضعفها، وتعطي صورة مشوهة مسيئة عنها.

واستعرضت أساليب ومهارات عدة في مجال تحصيل العلم الشرعي والثقافي وفهمه حق الفهم، ثم العمل به كشرط لإيصاله إلى الغير، انطلاقة من القاعدة القائلة: "فاقد الشيء لا يعطيه".

الانخراط في المجتمع

وتحدثت الدورة عن عظم المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي وأعضاء في الاتحاد بعد التحصن بالثقافة، وهي مسؤولية التعريف بحقيقة وسطية الإسلام، من خلال المشاركة والمساهمة في نشر ثقافته، ونشر الخير داخل المجتمع.

وتخللت الدورة ورشات عمل حازت على الجزء الأكبر منها، ناقش خلالها المشاركون واقع العمل المجتمعي الإسلامي في أوكرانيا، ووضعوا لمشاكله حلولا واقتراحات تستند إلى المنطق، وتنتقل بها من النظرية التطبيق العملي.

وقد حازت الدورة على اهتمام جميع المشاركين، الذين تجمعهم القناعة بأن وسطية الإسلام وثقافته حصانة وقوة، وأن الانخراط للعمل في المجتمع واجب يفرضه الدين كما تقتضيه المواطنة الحقة، وهو من أفضل الوسائل غير المباشرة للتعريف بالإسلام.