أنت هنا
إضافة تعليق
افتتاح صف علوم الفيزياء في إحدى المدارس التترية بعد تجهيزه بما يحتاجه من مواد وتقنيات
أنهى اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" في أوكرانيا مشروعا ضخما كان قد بدأه العام 2010 الماضي بدعم من قبل بنك التنمية الإسلامية في المملكة العربية السعودية لترميم وإعادة تأهيل جميع المدارس القومية التترية في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد، البالغ عددها 15.
وقد كانت هذه المدارس قبل البدء بالمشروع في حالة يرثى لها، تتمثل بضعف أبنيتها القديمة وتآكل أثاثها وافتقارها إلى جل ما يتوفر في غيرها من المدارس، من قاعات رياضية وعيادات طبية ومطاعم ومكتبات وكتب ومشاغل فنية ومهنية وأجهزة حاسوب، وذلك بسبب غياب الدعم الحكومي الكافي.
وكان الرائد قد أنهى في العام الماضي الجزء الأكبر من المشروع بترميم مباني 9 مدارس تترية في مختلف مدن وقرى القرم، وإعادة تأهيلها بما تحتاجه من مرافق وصفوف وقاعات ومكتبات ومواد وتقنيات.
وفي هذا الإطار أوضح د. إسماعيل القاضي رئيس الاتحاد أن أجزاء كبيرة في معظم المدارس كانت معطلة بسبب عيوب في بنائها القديم، وخاصة في الأقبية، التي رممت وحولت إلى صالات رياضية ومطاعم ومشاغل.
وأشار إلى أنه تم تجهيز صالات الرياضة والطعام والعيادات الطبية بما تحتاجه من أجهزة وأدوات، وكذلك قاعات الحاسوب والفيزياء والكيمياء، وتم تزويد المشاغل بماكينات خياطة للإناث، ومعدات صناعة وتصليح للذكور.
وخلال أيام الأسبوع الجاري قام "الرائد" بافتتاح باقي المدارس التترية السبعة، بحضور ممثلين عن برلمان القرم والمجالس المحلية التي تتبع لها المدارس في مختلف مدن وقرى الإقليم، ووسط فرحة غامرة طغت على جميع من حضر مراسيم الافتتاح من إدارة ومدرسين وطلاب وأهالي وشخصيات حكومية واجتماعية ودينية وإعلامية.
الحفاظ على الهوية
وتأتي أهمية مشروع الترميم والتأهيل من كون المدارس التترية تعتبر مراكز رئيسية لتعلم اللغة التترية والحفاظ على الثقافة التترية الإسلامية في الإقليم.
وقد اضطر الكثير من الآباء التتار على مدار السنوات السابقة لنقل أبنائهم إلى مدارس أخرى خوفا على صحتهم وعلى مستوى تعليمهم بسبب سوء مبانيها وضعف إمكانياتها، أو حتى الانتقال للعيش في أماكن أخرى.
لكن الكثير منهم اليوم استبشر خيرا بنجاح مشروع الترميم والتأهيل بنجاح، الأمر الذي يجعل من المدارس التترية الأفضل، ويوفر فيها أفضل المقومات اللازمة للتعليم النموذجي.
وإلى جانب الترميم والتأهيل قام "الرائد" بتزويد هذه المدارس بكتب إسلامية للأطفال، وذلك بالتعاون والتنسيق مع عدة وزارات ومؤسسات تترية، الأمر الذي بعث الأمل في نفوس الكثير من الآباء، الذي يشكل الحفاظ على هوية أبنائهم من الذوبان السلبي في المجتمع هاجس مؤرقا.
تاريخ عريق وواقع مؤلم
وترتبط المدارس التترية بتاريخ عريق لا يزال حاضرا في ذاكرة الكثيرين من التتار، وذلك لأدوارها الثقافية والتعليمية والدينية عندما كانت أعدادهم تناهز 4 ملايين نسمة قبل الحرب العالمية الثانية ومأساة التهجير.
تقول النائبة التترية في برلمان القرم صفورية كجميتوفا إن عدد المدارس كان 371 قبل الحرب، بينما كان عدد المدارس السوفيتية يقدر نحو 200، وبعد التهجير القسري الذي تعرض له التتار في العام 1944 دمرت وصودرت جميعها.
واليوم، بعد عشرين عاما من استقلال أوكرانيا، لم يتمكن التتار من الحصول على أكثر من 15 مدرسة، يعتبرونها كنزا ثمينا ورمزا لهم وهويتهم، مع أنها لا تستوعب أكثر من 5400 طالب تتري من أصل نحو 50 ألفا، في مجتمع بات التتار يعتبرون فيه أقلية، حيث تقدر أعدادهم بنحو 500 ألف نسمة من أصل نحو 2.5 مليونا.
اتحاد "الرائد" - القسم الإعلامي
أحدث التعليقات