إضافة تعليق

يستمر المخيم الصيفي لليتيمات في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا الذي بدأ مع دخول شهر يونيو وذلك حتى نهاية يوليو الحالي بالتعاون مع مؤسسات وهيئات وجمعيات خيرية ومحسنين في داخل أوكرانيا وخارجها فيما تقام مخيمات أخرى في منتجعات شواطئ البحر الأسود جنوباً وعلى غابات وأحراش بقية الأقاليم والمدن.

وتستوعب المخيمات الآلاف من مختلف شرائح وفئات مسلمي أوكرانيا، من تتار محليين في إقليم شبه جزيرة القرم جنوبا (نحو 500 ألف نسمة) وإقليم الدونباس شرقا (نحو 100 ألف) وكذلك من أبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في أوكرانيا (نحو 70 ألفا في العاصمة كييف وحدها) بالإضافة إلى وجود مخيمات خاصة بالأيتام والأسر والدعاة والشباب.

ويحرص الكثير من المسلمين على المشاركة ودفع أبنائهم إلى هذه المخيمات لما لها من فوائد دينية وثقافية، فهي تحافظ عليهم، وتعزز ارتباطهم وتمسكهم بهويتهم ودينهم وترابط بعضهم ببعض، وتنمي مستوياتهم العلمية والثقافية، كما أنها توفر فرصا للترفيه عن النفس يقل نظيرها في أماكن وأوقات أخرى.

يقول وأرتور شاب تتري -18 عاما- لـ"إسلام أون لاين" إنه يسعد بمخيمات شباب المسلمين السنوية، ففيها يحاط بالصحبة الصالحة المتمثلة بشبان مسلمين من كل مدن أوكرانيا، ويقضي معهم أسعد الأوقات وأكثرها فائدة.

أما فاطمة -طفلة تترية مسلمة يتيمة تبلغ من العمر 10 أعوام- فقد تعلمت في المخيم الصيفي كيف تتوضأ وتصلي، وحفظت عدة سور من القرآن الكريم، وتنتظر شهر رمضان لتصومه حتى يحبها الله تعالى وتقول إنها أصبحت سعيدة.

ولا تقتصر سعادة المشاركة في المخيمات على فاطمة وأرتور، بل تشمل شريحة واسعة من مسلمي أوكرانيا، الذين يجدون فيها ملاذا آمنا ووحيدا في فترة فصل الصيف الحار في مجتمع يعد فيه المسلمون أقلية لا تتجاوز 2 مليون نسمة من أصل نحو 46 مليونا.

برامج مدروسة

ويستمر كل مخيم من هذه المخيمات ما بين 5 إلى 21 يوما، ويتضمن برنامجا مدروسا، وفي تصريح مع "إسلام أون لاين" قال د. شادي عثمان رئيس القسم الثقافي -الذي ينظم المخيمات ويشرف عليها في اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بالإسلام والمسلمين في أوكرانيا- "إن برامج مخيمات الأيتام تركز على زرع محبة الإسلام في نفوس المئات من الأطفال الصغار المشاركين الذين نكفلهم (نحو 1500 يتيم)".

وقال: "إن برامج مخيمات أبناء الجاليات تركز على ربطهم بثقافتهم الإسلامية والعربية، وتحصينها من الضعف الناجم عن تحدث الأوكرانية أو الروسية بشكل دائم بدل العربية، وغياب المدارس الخاصة بالأبناء عرباً ومسلمين".

وعن برامج مخيمات الشباب قال: إنها تهدف إلى النأي بهم عن فتن الصيف وتعزيز الروابط الإيمانية والأخوية فيما بينهم، بينما تهدف برامج مخيمات الدعاة إلى تزويدهم بالعلم اللازم والفهم الصحيح والإيمان العميق الذي يعينهم على إكمال مسيرة حمل الرسالة وتبليغها.

مثالية ومواطنة

وتتضمن برامج المخيمات فقرات منوعة يومية، تبدأ من صلاة الفجر وتنتهي بعد صلاة العشاء، كما تتضمن رحلات وحفلات إنشاد ومسابقات.

وتقول فاطمة عمرو اللايفا رئيسة قسم الأسرة والأطفال في اتحاد "الرائد" لـ"إسلام أون لاين": "نحرص على أن تكون المخيمات أقرب إلى حياة المسلم المثالية، من خلال الالتزام بالفرائض والسنن، والتعاون والمشاركة في الترتيب العام وإعداد الطعام وممارسة الرياضة وغيرها من الأمور".

وأضافت "من حيث أننا أقلية مسلمة في أوكرانيا نحرص من خلال المخيمات أيضا على تعزيز روح المواطنة في نفوس المشاركين والمشاركات بهدف لعب أدوار إيجابية في المجتمع تخدمه وتخدم حسن التعريف بدينهم فيه، ولذلك تتضمن المخيمات فقرات تخدم هذا الجانب، كالمسابقات العلمية والثقافية، والرحلات إلى الحدائق والمعارض والمتاحف الوطنية، والمشاركة في تنظيف الشوارع وزرع الزهور وغيرها".

المادة كما وردت على موقع إسلام أون لاين (هنا)