أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua
تعتبر مدينة "صولخات" سابقا أو "القرم القديم" حاليا في شرق إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا أول عاصمة لسلطنة القرم الإسلامية بعد انهيار الحكم المغولي في الإقليم، وذلك في أواسط القرن الثالث عشر الميلادي، عندما استلم السلاجقة الأتراك المسلمون مقاليد الحكم فيها.
وبقيت صولخات عاصمة السلطنة حتى أوساط القرن الخامس عشر، قبل أن تنتقل العاصمة إلى مدينة بخش سراي، لتصبح فيما بعد عاصمة ولاية القرم التابعة لدولة الخلافة العثمانية في أجزائها الشمالية.
ويؤكد المؤرخون وعلماء الآثار أن صولخات كانت مزدهرة، وعلى تواصل تجاري مع دول الشرق والغرب، حيث عثر فيها على الكثير من التحف والآثار والعملات التي كانت تصنع وتصك في دول شرقية كمصر وسوريا، وغربية كفينيتسا الإيطالية.
كما يؤكدون أنها كانت تحتوي آنذاك على قصر ضخم للسلطان، وخمسة مساجد ضخمة، من أشهرها مسجد أوزبيك خان ومسجد بيبرس، كما بنيت فيها أول جامعة إسلامية في أوروبا الشرقية، وأحاط بها سور ضخم منيع.
ثم تعرضت في القرن الثامن عشر إلى الدمار والتخريب بعد أن سقطت ولاية القرم من يد الدولة العثمانية في يد القياصرة الروس، فهدم قصرها وسورها وجامعتها، وخربت مساجدها، وبقيت هذه حال آثارها طوال الحقبة السوفييتية في القرن الماضي، وحتى يومنا هذا.
حماية وترميم
وقد شهدت المدينة عقد مؤتمر دولي حمل شعار: "الحفاظ على الإرث التاريخي"، دعت إليه حكومة إقليم شبه جزيرة القرم الذي يتمتع بنظام حكم فيدرالي، وشارك فيه باحثون وعلماء آثار من أوكرانيا وعدة دول مجاورة كروسيا، كما شارك فيه ممثلون عن عدة مؤسسات وجمعيات ثقافية واجتماعية ودينية، ومثل اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" إليه الدكتور محمد طه عزام رئيس فرع الاتحاد في الإقليم.
تأتي أهمية هذا المؤتمر كونه يعقد بدعوة ورعاية حكومية بعد 30 عاما من إطلاق علماء الآثار نداءات لحماية آثار المدينة وغيرها من مدن الإقليم من النهب والإهمال، ولأنه يهدف إلى حماية وترميم ما بقي من آثار القرم، على اعتبار أنها تعبر عن تاريخ الإقليم وهوية من عاش فيه، من مسلمي وغيرهم.
بحث وناقش المشاركون في المؤتمر تاريخ وواقع العديد من مدن القرم التاريخية الأثرية، لكنه ركز في جله على صولخات، كونها أكثر المدن التي ذاقت ويلات العبث والخراب.
وقد أشار بعضهم في بحوثهم التي قدموها إلى بعض مظاهر الدمار التي حلت بآثار المدينة عمدا أو بفعل عامل الزمن، داعين إلى استعجال ترميم وإعادة بناء ما تبقى منها.
وأكدوا أن عدم حماية هذه الآثار وترميمها يلغي جزءا كبيرا من تاريخ الإقليم، الذي كانت فيه المسلمون بناة حضارة عمرانية وثقافية عريقة فيه.
وأشاروا إلى أن إهمال صولخات يدفع من لا يقدرون إرثها إلى العبث به، أو سرقته وبيعه، لذلك يجب أن تكون دعوات الحكومة لحماية وترميم آثار المدينة جادة.
وبدوره أكد د. طه على أهمية أن تتواصل حكومة الإقليم مع العلماء والباحثين والمعنيين بصورة دائمة، لحماية الإرث الثمين في القرم والحفاظ عليه، ليبقى شاهدا على تاريخه ومظاهر الحضارة التي كانت فيه.
مسجد أوزبيك خان في مدينة صولخات
زخارف وكتابات عربية وإسلامية على جدران وأعمدة المسجد
زخارف وكتابات عربية وإسلامية على جدران وأعمدة المسجد
حرم المسجد
ما تبقى من جامعة صولخات الإسلامية بعد هدمها
جانب من المؤتمر الذي بحث حماية وترميم آثار صولخات
استعراض لبعض العملات التي عثر عليها في صولخات
أحدث التعليقات