أنت هنا
إضافة تعليق
أقام اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" مؤتمرا علميا ثقافيا هو الخامس من نوعه حول الحوار الحضاري وسبل تعزيز التعايش بين فئات إقليم شبه جزيرة القرم الإثنية والعرقية المختلفة، وذلك يوم الأربعاء الموافق 11/11/2009م في قاعة الندوات والمؤتمرات التابعة للمركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم.
هدف المؤتمر إلى المساهمة في إيجاد حلول للقضايا الرئيسية في إقليم القرم الذي يتمتع بنظام حكم فيدرالي شبه مستقل، ويتميز بتنوع الأعراق والثقافات والديانات فيه، بما يحقق تعزيز التفاهم وروح التعايش والتعاون والاحترام المتبادل بين فئاته المختلفة، كما هدف إلى بيان الأسس والقواعد التي حددها الإسلام في هذا الخصوص.
وقد ساهمت كل من جامعتي الاستشراق والعلوم الإنسانية القرميتين إلى جانب الرائد بتنظيم المؤتمر، الذي حضره وشارك بأعماله عدد من الخبراء والمهتمين بالشئن القرمي من بولندا وعدة مدن أوكرانية، من بينهم مستشرقون وأساتذة جامعات ومعاهد، إضافة إلى حضور ومشاركة بارزة لعدد من نواب البرلمان القرمي، وممثلين عن عدة وزارات في حكومته.
مواضيع المؤتمر
بحث المؤتمر بنسخته الخامسة تاريخ وحاضر العلاقات ومظاهر التعايش بين إثنيات وأعراق القرم المختلفة، على أساس الاختلافات الثقافية والدينية وغيرها، وحقوق الأقليات في المجتمع القرمي، ودور السلطات والمؤسسات الاجتماعية والدينية بتفعيل انفتاح فئات المجتمع القرمي على بعضها البعض، بما يحقق أهدافها المشتركة في تفاهم واحترام متبادل، وتعايش بناء.
وقد قدم المشاركون في هذا السياق بحوثا ودراسات عدة، دلت في مجملها على عمق وأصالة العلاقات بين فئات مجتمع القرم في تاريخه السابق، وبينت أبرز الصعوبات والعوائق الخارجية والداخلية الراهنة، التي تهدد استمرار مظاهر الاحترام والتعاون والود بين تلك الفئات.
ومن أبرز ما ذكر في هذا الشأن بروز أطماع ومصالح خارجية بزعزعة استقرار وحدة مجتمع الإقليم، مستغلة ورقة التنوع الديموغرافي فيه، إضافة إلى معاناة بعض فئاته الرئيسية من غياب أجزاء واسعة من حقوقها، وفي مقدمتهم تتار القرم، الذين لا يزال معظمهم وحتى يومنا هذا يعاني من غيباب حقوقهم في استرداد أراضيهم وممتلكاتهم التي صودرت منهم إبان الحكم السوفييتي للبلاد، ناهيك عن معاناة غيباب المناهج الإسلامية في مدارس الأبناء، التي تهدد لغتهم التترية وهويتهم كمسلمين.
دعوات
كما تطرق المؤتمر إلى مسألة بروز حركات دينية وعرقية تتسم بالتشدد والتطرف وكراهية الآخر، فدعى معظم المشاركين إلى دراسة أسباب ظهور مثل هذه الحركات والتعامل معها بحكمة، وكذلك عدم استغلال وجودها لأهداف سياسية تضر عواقبها بوحدة المجتمع الأوكراني عموما، والقرمي على وجه الخصوص.
كما دعو جميع المؤسسات الدينية والاجتماعية الناشطة من إسلامية وغيرها إلى تفعيل دورها من خلال رفع مستوى الفهم والوعي، والمساهمة في نشر ثقافة تقبل الآخر والحوار معه.
أهمية
هذا وقد عبر عدة شخصيات مشاركة عن أهمية عقد هذا النوع من اللقاءات بشكل دوري لتأثيرها الإيجابي على صناعة القرار حكوميا في أوكرانيا والقرم، وعظيم فائدتها على المجتمع بما يحقق مصالحه وتطلعاته.
ففي حديث مع مركز الرائد الإعلامي قال موغاريتشوف يوري النائب في برلمان حكومة القرم: "عقد مثل هذه الفعاليات مهم جدا لحل المشاكل التي تهدد مجتمعنا القرمي ولا نستطيع تجاهلها، مجلس الوزراء والبرلمان يأخذ دائما بعين الاعتبار نتائجها العلمية الثقافية، وهي غالبا ما تستثمر إيجابا في اتخاذ القرارات وتحديد السياسات".
وقال جوتشينكو سيرغي نائب وزير الأسرة والشباب في حكومة القرم للرائد: "أعتقد أن تبادل الآراء ووجهات النظر بين الخبراء والمتخصصين من خلال هذه الفعاليات الثقافية من أهم ما يميزها، وهذا ما نستفيد منه كثيرا في عمل وزارة الأسرة والسباب ونترجمه غالبا على أرض الواقع".
وقال البروفيسور أندريه نيكفوروف أستاذ العلوم الساسية في جامعة العلوم الإنسانية القرمية : "نحرص على نقل نتائج هذه اللقاءات إلى الجامعات والمعاهد لتكون أساسا يساعد الطلاب على فهم الواقع، ليكون عنصرا فعالا ببنائه وحل قضاياه، خصوصا وأنهم يشكلون جيل الغد وأكثر الشرائح تفاعلا مع الأحداث وتأثرا بها في المجتمع".
يذكر أن عقد هذا النوع من الفعاليات الثقافية يعتبر واحدا من أبرز وسائل التواصل الحضاري التي يحرص اتحاد الرائد على القيام بها وتنظيمها، بهدف المساهمة في حل هموم وقضايا المجتمع الأوكراني، من منطلق القواعد والأسس التي يحددها دين الإسلام ويحث عليها.
مركز الرائد الإعلامي
أحدث التعليقات