إضافة تعليق

بينت إحصائية أعدتها لجنة حكومية خاصة بشؤون وقضايا المجتمع أن معدلات إقبال الأسر الأوكرانية على إنجاب الأطفال تراجعت إلى حد كبير خلال العقد الأخير لأسباب اقتصادية بحتة، الأمر الذي يهدد المجتمع الأوكراني الذي يعاني أصلا من تراجع متسارع لتعداد سكانه البالغ نحو 46 مليون نسمة، ويعتبر من أكثر المجتمعات انحسارا في أوروبا.

وبحسب الإحصائية فإن نسبة 62.2% من الأسر الأوكرانية لا تحتوي على أطفال أبدا، وهي نسبة تزيد عما كانت عليه في نهاية العام 1999 بواقع 10%تقريبا، في حين تشكل الأسر التي تحتوي على أطفال نسبة 37.8% فقط.

وتشكل الأسر التي تحتوي على طفل واحد نسبة تقدر بنحو 70.7% من إجمالي نسبة الأسر المنجبة، أما التي تحتوي على طفلين فتشكل نسبة 25.5%، وهي نسبة تقل بواقع 10.2% عما كانت عليه نهاية 1999، ولا تزيد نسبة الأسر التي تحتوي 3 أطفال أو أكثر عن 3.4%.

وبحسب الإحصائية أيضا فإن نسب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما ترجع بنسبة تقدر بنحو 6.4%، خلال الأعوام التسع الماضية، وذلك بسبب إحجام الأسر عن الإنجاب.

أسباب اقتصادية

وكانت دراسة أعدها مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية في العاصمة كييف قد بينت أن السبب الرئيس وراء تراجع معدلات الإنجاب في البلاد هو تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث تتراجع مستويات المعيشة مقابل ارتفاع مستمر للنفقات والأسعار.

وحول هذا قال الخبير الاجتماعي نيكولاي تيرنو في حديث مع الرائد: "قررت الحكومة منح الأسر حوافز مالية تتراوح بين 2 – 5 آلاف دولار تقريبا عن كل طفل تنجبه، وذلك لتشجيعها على الإنجاب، لكنها مبلغ ضئيلة جدا، لا تصمد طويلا أم غلاء مستلزمات أي حياة متواضعة".

وأضاف: "الحكومة تعي جيدا أن تراجع معدلات الإنجاب خطر كبير على المجتمع، لكنها لا تعير هذه القضية حجما كافيا من الاهتمام لمعالجتها، وأنا أعتقد أن نسب العام القادم ستكون أقسى وأخطر، لأن الأزمة المالية فاقمت من سوء الأوضاع الاقتصادية، وتراجعت بالمقابل نسب الإقبال على الزواج".

انفصال  وتشرد

وفي حديث مع الرائد أشارت أليكساندرا ميرنا رئيس جمعية حماية الأسرة الأوكرانية إلى أن الإحصائية الحكومية أغفلت حقيقة أن الوضع الاقتصادي المتردي سبب يدفع بالعديد من الأسر إلى الانفصال أو اللجوء للإجهاض، ويدفع بأخرى إلى التخلي عن الأطفال لهذا السبب أيضا، حيث ازدادت أعداد الأطفال المشردين وأطفال الملاجئ في السنوات الماضي عما كانت عليه (16395 طفل في العام الماضي)، بل وظهرت تجارة خاصة بهم، تحتل أوكرانيا مراتب متقدمة فيها.

يذكر أن عدد سكان أوكرانيا تراجع خلال الأعوام التسع الماضية بواقع 4 مليون نسمة تقريبا، وهذا التراجع في تسارع مستمر بسبب انحسار معدلات الولادات إلى الوفيات، وضعف الإقبال على الزواج والإنجاب، والهجرة، وأن تقريرا سابقا للأمم المتحدة صنف أوكرانيا على رأس قائمة الدول الهرمة في أوروبا، حيث بين أن تعداد سكانها سيتراجع ليصبح دون 39 مليونا خلال السنوات العشرين المقبلة.

مركز الرائد الإعلامي